مع تزايد القتال بين إسرائيل والميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله، رفعت كل من القوات الأمريكية والتركية في سوريا جاهزيتها للتصدي لأي تهديدات قد تنجم عن الوضع المتوتر.
وفي الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل غاراتها الجوية في لبنان، تواجه المنطقة حالة من عدم الاستقرار المتزايد، مما دفع الأطراف الرئيسية في الصراع، وخاصة تركيا والولايات المتحدة، إلى اتخاذ استعدادات عسكرية.
في الأسابيع الأخيرة، عززت تركيا وجودها العسكري في مناطق عملياتها في سوريا، بما في ذلك إدلب، حيث تحتفظ بشبكة من نقاط المراقبة.
وركزت تركيا بشكل خاص على تعزيز قواتها في مناطق عفرين وأجزاء من إدلب، ضمن منطقة عملية “غصن الزيتون”، كجزء من جهودها المستمرة لتأمين حدودها الجنوبية من “أي تهديدات عبر الحدود”، خاصة مع تصاعد الصراع بين إسرائيل والوكلاء الإيرانيين في لبنان وسوريا.
يوم الخميس، زار قائد القوات البرية التركية الجنرال سلجوق بيرقدار أوغلو المنشآت العسكرية التركية لتفقدها، وأكد مجددًا التزام تركيا بمواجهة أي مخاطر أمنية.
وأكدت وزارة الدفاع التركية في وقت لاحق أن الجيش “مستعد بالكامل لمواجهة جميع التهديدات التي تواجه تركيا عبر حدودها”، مشيرة إلى أن الوضع في لبنان وسوريا “يتم مراقبته عن كثب.”
وفي بيان صحفي، صرح زكي أكتورك، مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية، بأن القوات التركية قادرة على “القضاء على أي تهديدات أو مخاطر تواجه تركيا وشعبها”.
جاء هذا التصريح بعد تصريحات الرئيس التركي أردوغان، محذرًا من أن تركيا قد تكون هدفًا محتملًا مع توسيع إسرائيل لعملياتها في لبنان.
وأضاف أكتورك أن القوات المسلحة التركية تستخدم “استراتيجية أمنية متعددة الأبعاد” للتعامل مع التهديدات المحتملة.
وفي الوقت نفسه، تبقى القوات الأمريكية، التي تعمل إلى جانب القوات الكردية في شمال شرق سوريا، في حالة تأهب قصوى، تراقب عن كثب التطورات في سوريا ولبنان.
وتحافظ الولايات المتحدة على الاتصالات مع حلفائها في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، لضمان التنسيق ضد أي تهديدات أمنية قد تنجم عن الصراع المتزايد.
وقد ساعدت القوات الأمريكية مؤخرًا في اعتراض أكثر من عشرة صواريخ كانت متجهة إلى إسرائيل من قاعدتها في جنوب سوريا.
أكد صمويل ويربرغ، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مجددًا التزام واشنطن بأمن تل أبيب، مع التأكيد على ضرورة منع نشوب صراع إقليمي أوسع.
وقال ويربرغ في حديث لقناة تلفزيون سوريا: “نحن على اتصال دائم مع شركائنا في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، لمواجهة التهديدات الأمنية الحالية”. وأضاف أن “حماية أمن إسرائيل جزء أساسي من التزامنا المستمر باستقرار المنطقة.”
كما أشار ويربرغ إلى جهود الولايات المتحدة لدعم المبادرات الدبلوماسية التي تهدف إلى خفض التصعيد.
وحث “جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى تدهور الوضع الإقليمي”.
وأكد أن واشنطن “تنسق بشكل فعال” مع الاتحاد الأوروبي والدول العربية و”شركاء دوليين آخرين” لمنع انزلاق لبنان نحو صراع أوسع.
تتابع الولايات المتحدة وحلفاؤها التطورات في هذه المنطقة عن كثب، لا سيما في سوريا، حيث تعمل الميليشيات المدعومة من إيران، مثل حزب الله، بالقرب من القوات الأمريكية والتركية.
وفي المناطق التي تحافظ فيها تركيا على وجود عسكري قوي، تستعد القوات للتعامل مع أي تداعيات محتملة من الصراع الجاري.