تواصل السلطات الروسية تكثيف جهودها لربط العمليات العسكرية الأوكرانية بمنطقة إدلب المحاصرة في سوريا، حيث تسعى روسيا لبناء رواية تهدف إلى تبرير أي عمل عسكري محتمل في المنطقة.
وفي أحدث مزاعمها، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خبراء عسكريين أوكرانيين بالتعاون مع هيئة تحرير الشام لتصنيع طائرات مسيرة لمهاجمة القوات الروسية المتمركزة في سوريا.
وجاءت تصريحات لافروف، المنشورة في مقال بعنوان “الأمم المتحدة: لتصبح مركزًا لتنسيق عمل الدول مرة أخرى” على موقع وزارة الخارجية الروسية، وتم نشرها عبر وسائل الإعلام الحكومية مثل قناة RT.
وزعم أن أوكرانيا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، تساعد هيئة تحرير الشام في تطوير ونشر طائرات مسيرة كجزء من جهد مستمر لاستهداف المصالح الروسية في سوريا.
قال لافروف: “الخبراء العسكريون الأوكرانيون يدربون هيئة تحرير الشام على إنتاج الطائرات المسيرة لإجراء عمليات ضد القوات الروسية.” وبحسب المقال، فإن العملية جزء من مؤامرة دولية، مشيرًا إلى أن تورط أوكرانيا مدعوم مباشرة من القوى الغربية.
وأضاف: “تواصل التحالفات الغربية ضرب الأراضي السورية، مشجعة نظام كييف على تنفيذ أنشطة إرهابية مشابهة ضد المناطق الروسية.”
تأتي اتهامات روسيا في وقت تتزايد فيه التوترات في محافظة إدلب السورية، حيث يخشى من هجمات جديدة من قبل قوات الأسد وحلفائه.
وواصلت القوات الروسية دعم نظام الأسد على مدار تسع سنوات من الحرب والاحتلال، بينما لا تزال إدلب تمثل معقلاً للمقاومة.
وقد سعت موسكو بشكل متكرر إلى تبرير عملياتها في المناطق المحررة بتصوير الهجمات على المدنيين كجزء من “مكافحة الإرهاب”.
لكن الاتهامات الأخيرة التي تربط أوكرانيا بهيئة تحرير الشام تُعتبر من قبل الكثيرين كجزء من حملة دعاية ممنهجة تهدف إلى بناء ذريعة لشن مزيد من العمليات العسكرية الروسية في إدلب.
وكانت المنطقة تحت ضغط مستمر من القوات الروسية وقوات النظام السوري، مع انتهاك كل اتفاق لوقف إطلاق النار على مر السنوات.
مزاعم روسيا المستمرة حول تورط أوكرانيا في سوريا ليست جديدة.
ففي الشهر الماضي، أفادت وسائل إعلام روسية وصحيفة تركية بأن 250 خبيرًا عسكريًا أوكرانيًا يدربون مقاتلين من الحزب الإسلامي التركستاني ويبيعون معدات طائرات مسيرة لهيئة تحرير الشام.
وقد نفى الأوكرانيون والفصائل الثورية في سوريا هذه الادعاءات بشكل متكرر، كما رفضها المسؤولون الغربيون واعتبروها جزءًا من حملة تضليل روسية أوسع تهدف إلى تشويه صورة أوكرانيا وحلفائها الدوليين.
وبالإضافة إلى هذه المزاعم، أصدرت روسيا مؤخرًا “تحذيرات” من هجوم كيميائي محتمل في إدلب، تدعي أن أجهزة الاستخبارات الغربية والأوكرانية ستنفذه لتوجيه الاتهامات إلى نظام الأسد.
وهو ما اعتبره الكثيرون تهديدًا غير مباشر بشن هجوم كيميائي وشيك من قبل القوات الروسية وقوات الأسد.
هذه الادعاءات أثارت مخاوف المدنيين السوريين والمراقبين الدوليين، حيث كانت الرواية الروسية حول الهجمات الكيميائية تاريخيًا مقدمة لتصعيد العمليات العسكرية.
ففي حوادث سابقة، تم استخدام اتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية كذريعة لهجمات من قبل القوات الروسية والنظام السوري أو كغطاء لارتكاب جرائم حرب واعتداءات.