دعت مديرة العمليات والدعوة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، (إيديم واسرنو)، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء إلى اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا وسط تصاعد العنف في المنطقة.
وتحدثت (واسرنو)في الجلسة نفسها التي استمعت إلى المبعوث الأممي الخاص لسوريا، حيث سلطت الضوء على تدهور الوضع على الأرض، والذي زادت حدته بسبب الصراع المستمر بين إسرائيل والجماعات المسلحة في غزة ولبنان.
وحذرت من أن هذا الصراع الإقليمي يدفع سوريا، التي تعاني من دمار ناجم عن أكثر من عقد من الصراع، نحو كارثة إنسانية.
وقالت (واسرنو): “إن المخاطر الناجمة عن التصعيد في المنطقة تؤثر تأثيراً مدمراً على الوضع الإنساني المتدهور بالفعل في سوريا”.
وأشارت إلى أن أكثر من 16.7 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية في سوريا، في حين أن هناك أكثر من سبعة ملايين نازح داخلي.
وسلطت واسرنو الضوء على التدفق الأخير للاجئين من لبنان إلى سوريا نتيجة للضربات الجوية الإسرائيلية والهجمات من قبل النظام. وأوضحت: “منذ 23 سبتمبر، فرّ أكثر من 425,000 شخص من لبنان إلى سوريا، 72٪ منهم سوريون، وحوالي 60٪ منهم أطفال”.
ودعت إلى دعم دولي أكبر لتلبية الاحتياجات العاجلة للسكان النازحين، لا سيما النساء والأطفال الذين يواجهون خطراً متزايداً من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وأضافت واسرنو: “تتحمل النساء والفتيات عبئاً غير متناسب في هذه الأزمة”، داعية الدول الأعضاء إلى زيادة التمويل للبرامج التي تهدف إلى حماية الفئات الضعيفة.
وأشارت واسرنو إلى أن مكتب أوتشا قد أكمل استراتيجية للتعافي على مدى خمس سنوات للفترة 2024-2028 لمعالجة الاحتياجات الفورية وطويلة الأجل في سوريا. وتركز هذه الاستراتيجية على تحسين الوصول إلى الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي وسبل العيش المستدامة كجزء من استجابة متكاملة للأزمة.
وذكرت (واسرنو): “بينما تعتبر التدخلات قصيرة الأجل ضرورية، يجب أن نفكر بما يتجاوز الاستجابة الطارئة”. وأضافت أن المجتمع الإنساني يعمل على إطلاق برامج مستهدفة قائمة على المنطقة يمكن أن تخلق حلولاً أكثر استدامة لأولئك الذين اعتمدوا على المساعدة لسنوات.
كما شددت (واسرنو) على التصعيد العسكري المستمر في سوريا، خاصة في الشمال، حيث كثفت قوات النظام وحلفاؤها الروس الهجمات على المناطق المحررة.
وأدى القصف الأخير إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين، مما يزيد من سوء الوضع اليائس للعديد من السوريين.
وختمت (واسرنو) تصريحها قائلة: “هذا الصراع المستمر لا يزيد من النزوح فحسب، بل يعرقل أيضًا الجهود لإعادة بناء البنية التحتية الحيوية واستعادة الخدمات الأساسية”.
وحثت المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات حاسمة، محذرة من أنه بدون دعم كافٍ، قد تواجه سوريا كارثة إنسانية أكبر.