أعلن نظام الأسد مساء الثلاثاء أن شخصًا قُتل وأصيب ثلاثة آخرون في غارات جوية إسرائيلية استهدفت المدينة الصناعية في القُصير الواقعة في ريف حمص بالقرب من الحدود السورية اللبنانية.
وكانت هذه الغارات هي الثانية على المدينة خلال أيام، مما زاد من التوترات الإقليمية.
أفادت مصادر محلية بحدوث انفجارات قوية في القُصير، مما يشير إلى أن المواقع المستهدفة مرتبطة على الأرجح بحزب الله اللبناني وميليشيات مرتبطة بإيران، وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) المؤيدة للأسد أن القصف الإسرائيلي استهدف المنطقة الصناعية، حيث اعترف رئيس مجلس مدينة القُصير رامز سعدية، بحدوث أضرار مادية لكنه نفى وقوع إصابات وفقًا لمديرية الصحة في حمص.
تأتي غارات هذا الأسبوع بعد قصف إسرائيلي سابق استهدف مواقع استراتيجية في دمشق والقُصير والمناطق المحيطة بها، حيث قُتل خمسة أفراد في غارات جوية إسرائيلية يوم الخميس الماضي واستهدفت عدة مواقع رئيسية، بما في ذلك المنطقة الصناعية وجسر الدف وجمعية الحل، مما أدى إلى تكوين سحابة كثيفة من الدخان فوق المدينة.
أعلنت القوات الإسرائيلية أن غارات الثلاثاء استهدفت بشكل خاص مخازن الأسلحة المستخدمة من قبل قوة رضوان التابعة لحزب الله، وهي وحدة قتالية معروفة بعملياتها داخل سوريا، وأكد أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس” (سابقًا تويتر) أن القصف جزء من حملة مستمرة لـ “إحباط نقل الأسلحة” من إيران إلى حزب الله عبر سوريا.
كررت إسرائيل أنها تعتبر وجود القوات الإيرانية وتأثير حزب الله المتزايد في سوريا تهديدًا مباشرًا لأمنها وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، عزم إسرائيل قائلاً: “نحتاج إلى وقف نقل الأسلحة، وخاصة الأسلحة الثقيلة، من إيران عبر سوريا والعراق إلى لبنان.”
تتوافق وجهة نظر غالانت مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي شدد على أهمية “وقف إعادة تسليح حزب الله” ودفع الجماعة إلى ما وراء نهر الليطاني وقال نتنياهو: “مع أو بدون اتفاق، فإن العودة الآمنة لسكاننا إلى منازلهم في الشمال تتطلب إزالة حزب الله من نهر الليطاني.”
لقد زادت الغارات من توتر الوضع المتقلب بالفعل في المنطقة، أفادت وسائل الإعلام الموالية للنظام أن المناطق السكنية بالقرب من المنطقة الصناعية تأثرت أيضًا، مما أثار القلق بشأن سلامة المدنيين والأضرار بالممتلكات. وأكدت الوكالة الوطنية اللبنانية أن صدى الانفجارات سُمِع في الهرمل والقرى المجاورة.
لم يصدر حزب الله، الحليف الرئيسي لنظام الأسد بيانًا رسميًا حول الهجمات حتى الآن. ومع ذلك، فإن هذه الغارات الجوية الأخيرة تضيف إلى نمط العمليات الإسرائيلية الأخيرة التي تهدف إلى تعطيل نقل الأسلحة عبر المعابر الحدودية القانونية والسرية بين سوريا ولبنان، بما في ذلك معبري جوسيه وجديدة يابوس البارزين.
بالإضافة إلى هذه الغارات الأخيرة، زادت الأنشطة العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود هذا الأسبوع كشفت إسرائيل عن عمليات توغل أرضية وعمليات اختطاف تنفذ غارات عبر الحدود، وقد شارك الجيش الإسرائيلي في مجموعة من العمليات الأخرى، بما في ذلك حفر خندق بطول 7 كيلومترات على طول الحدود المحتلة في هضبة الجولان لتعزيز الدفاعات وفقًا لمسؤولين من الأمم المتحدة، تم ملاحظة أنشطة بناء بالقرب من منطقة الفصل المنزوعة السلاح، مما يعكس تركيز إسرائيل المتزايد على أمن الحدود تظل الوضعية هشة حيث تواصل إسرائيل حملتها لإضعاف البنية التحتية العسكرية لحزب الله وكبح تأثير إيران في المنطقة.
