استهدفت ميليشيات الأسد بلدة تقاد غرب حلب يوم الاثنين، 11 نوفمبر، بثلاث طائرات انتحارية مسيّرة، مما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين ونشر الذعر بين الأطفال في مدرسة ابتدائية قريبة. ضربت الطائرات المسيّرة المنطقة بشكل متتالٍ، حيث انفجرت الأولى والثانية بالقرب من سيارات مدنية متوقفة بجوار سور المدرسة خلال ساعات الدوام المدرسي، بينما استهدفت المسيرة الثالثة الجهة الجنوبية للبلدة، ما تسبب في أضرار لسيارة ودراجة نارية.
وصف مصطفى غازي، المتطوع في الدفاع المدني السوري، المشهد بأنه كان فوضوياً، حيث تأثر الطلاب والمعلمون بشدة بسبب الانفجارات القريبة. وقال غازي: “حدثت هذه الهجمات على بعد أمتار من مدرسة ابتدائية مليئة بالأطفال الصغار”، وأضاف: “إنهم يشعرون بالرعب، وقد تم انتهاك حقوقهم في الأمان والتعليم بطريقة مروعة”. وأشار إلى أن تكرار الهجمات بالطائرات المسيّرة في شمال غرب سوريا يعرض الطلاب للخوف المستمر ويؤكد الحاجة الملحة للتدخل الدولي.
وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR) بياناً أدانت فيه الهجوم، معتبرةً أنه خرق لقراري مجلس الأمن الدولي 2139 و2254، اللذين يحظران الهجمات العشوائية على المدنيين. كما أوضحت الشبكة أن استهداف المدنيين بالقرب من مدرسة يمثل استراتيجية نظام الأسد لنشر الرعب ودفع السكان إلى النزوح من خلال استهداف المدنيين في المناطق الآمنة.
وقالت الشبكة: “هذه الهجمات لا تخدم أي غرض عسكري وتستهدف فقط زعزعة الاستقرار وإجبار الناس على ترك منازلهم”. وتقدّر الشبكة أن النزاع في سوريا قد تسبب في نزوح 6.5 مليون شخص داخلياً، وأن الهجمات على تقاد تعكس نهجاً أوسع يستهدف اقتلاع المدنيين من المناطق المحررة.
وحتى يوم الاثنين، تمكنت فرق الدفاع المدني من تأكيد عدم وجود إصابات إضافية بخلاف الثلاثة مدنيين الذين نُقلوا إلى المستشفى بعد الهجمات بالطائرات المسيّرة. ورغم الاستجابة السريعة من الخدمات الطارئة المحلية، إلا أن الخوف والصدمة من الهجوم سيبقيان على الأرجح في تقاد. ويقول المراقبون إنه ما لم يكن هناك ضغط دولي لوقف هذه الهجمات، فإن المدنيين في شمال غرب سوريا سيستمرون في تحمل الصدمات الناتجة عن الضربات اليومية بالطائرات المسيّرة والمدفعية.