قتلت امرأة تبلغ من العمر 21 عامًا وأصيب ثلاثة مدنيين، بينهم عمتها، مساء السبت عندما شنت ميليشيات نظام الأسد قصفًا مدفعيًا وصاروخيًا على الأحياء السكنية في بلدة تفتناز، في ريف إدلب الشرقي.
الهجوم هو أحدث حلقة في حملة العنف المستمرة التي تستهدف المدنيين، والتي حذرت المنظمات الإنسانية من أنها قد تؤدي إلى كارثة إنسانية كارثية.
الضحية، التي تم تحديد هويتها باسم سارة محمد نجار، كانت نازحة من مدينتها سراقب، واحتفلت مؤخرًا بإتمام حفظ القرآن الكريم. أسفرت الموجة الأولى من القصف عن مقتلها، بينما خلفت الموجة الثانية، التي تم إطلاقها بعد تجمع المدنيين لمساعدة الجرحى، إصابة عمتها وشخصين آخرين.
أكدت فرق الدفاع المدني السوري، المعروف أيضًا باسم “الخوذ البيضاء”، الهجمات، مشيرة إلى أن فرقها نقلت الجرحى إلى مستشفى محلي وتأكدت من عدم وقوع إصابات أخرى. وذكر تقرير صادر عن المجموعة: “هذا الهجوم يجسد العنف العشوائي الذي لا يزال النظام يطلقه على المدنيين”.
تمثل الضربات على تفتناز، التي نفذتها ميليشيات النظام وميليشيات مدعومة من حزب الله، استمرارًا قاتمًا لتصاعد العنف في شمال غرب سوريا.
وفي وقت سابق من اليوم، أصيب رجل مسن عندما استهدفت طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات مركبته أثناء عمله في أراضٍ زراعية في منطقة الوساطة بريف حلب الغربي.
تأتي هذه الهجمات في إطار حملة ممنهجة من قبل ميليشيات نظام الأسد وروسيا والميليشيات الإيرانية، التي دمرت القرى القريبة من خطوط التماس، مما أجبر آلاف العائلات على الفرار من منازلها.
وأبلغ الدفاع المدني السوري عن حوادث متعددة من القصف المدفعي وضربات الطائرات المسيرة، خاصة في بلدات مثل تفتناز، ومعارة النعسان، والنيرب.
حذرت المنظمة من أن هذه الهجمات لا تسبب فقط إصابات بين المدنيين، بل تفاقم أيضًا أزمة النزوح المستمرة مع اقتراب فصل الشتاء. وطالب الدفاع المدني السوري الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية العالمية بمحاسبة نظام الأسد وحلفائه على انتهاكاتهم المستمرة للقانون الدولي.
ولا يزال أكثر من 5 ملايين مدني في شمال غرب سوريا في خطر مع تصاعد حملة النظام ضد المناطق المحررة.
وقالت “الخوذ البيضاء” إن “هذا الاستهداف المستمر للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني يمثل تجاهلاً صارخًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان”، مشددة على ضرورة اتخاذ تدابير فعالة لردع المزيد من العدوان.
ومع استعداد شمال غرب سوريا لظروف الشتاء القاسية، تواجه العائلات مثل تلك الموجودة في تفتناز خيارات مستحيلة: تحمل القصف المستمر أو البحث عن ملاذ في مخيمات مكتظة وذات موارد محدودة بالقرب من الحدود التركية.
بالنسبة لسارة محمد نجار، جاء العنف بشكل مبكر وقاسٍ جدًا، مما قطع حياة مليئة بالوعد والتفاني.
وفاتها، مثل وفاة عدد لا يحصى من الآخرين، هي شهادة على التكلفة البشرية لحرب لا تزال مستعرة بلا نهاية في الأفق.