
رفضت حكومة الإنقاذ السورية بشدة المزاعم الروسية التي تفيد بوجود ضباط استخبارات أوكرانيين يعملون في إدلب، متهمة موسكو بفبركة روايات تهدف إلى تبرير زيادة العدوان العسكري على المناطق المحررة، جاء هذا البيان في ظل تصاعد الهجمات بالطائرات المسيرة والمدفعية على المناطق المدنية، ما تسبب في نزوح الآلاف وتفاقم الأزمة الإنسانية في شمال غرب سوريا.
وفي بيان صادر عن وزارة الإعلام التابعة لحكومة الإنقاذ، أدانت الحكومة ما وصفته بـ”حملة إعلامية مضللة” تنظمها روسيا، وجاء في البيان: “هذه الأكاذيب المتعمدة لم تعد بحاجة إلى دحض متكرر”، وأضاف: “نحذر بشدة من المحاولات المتعمدة لخلق ذرائع تربط الثورة السورية بقضايا دولية لا علاقة لها بالشعب السوري”.
وجاءت هذه الادعاءات أساساً من المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، الذي زعم أن عناصر من الاستخبارات الأوكرانية يعملون جنباً إلى جنب مع الثوار السوريين في إدلب، وقد رفضت حكومة الإنقاذ هذه الاتهامات، معتبرة أنها لا أساس لها من الصحة وأنها جزء من محاولة لتشويه صورة الثورة وتوفير غطاء لتصعيد الهجمات من قِبَل قوات نظام الأسد وميليشيات إيرانية في المنطقة.
وأشارت حكومة الإنقاذ إلى توقيت الاتهامات الروسية، الذي يتزامن مع تصاعد العنف ضد المدنيين في إدلب وغرب حلب، ووفقاً للحكومة، شهدت الـ 15 يوماً الماضية أكثر من 140 ضربة بطائرات مسيرة انتحارية في المناطق المحررة، إضافةً إلى قصف مدفعي وصاروخي متواصل، وأجبرت هذه الهجمات آلاف المدنيين على النزوح نحو الحدود التركية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المنطقة.
وأوضحت حكومة الإنقاذ في بيانها أن “هذه الدعاية الفارغة، التي تفتقر إلى أي دليل موثوق، تأتي في إطار مساعي روسيا لتحويل شمال غرب سوريا إلى ساحة مفتوحة لجرائم نظام الأسد”، وأضافت أن “هذا الأمر يوفر غطاءً لتحركات الميليشيات الإيرانية، ويعزز نفوذها في المنطقة، ويمهد الطريق لتصعيد إجرامي منسق ضد المدنيين”.
وأعربت حكومة الإنقاذ عن قلقها إزاء ما وصفته بـ”مؤشرات خطيرة” على نية روسيا تصعيد حملتها العسكرية، مشيرة إلى الأثر المدمر للهجمات الأخيرة على حياة المدنيين. فقد أدت الهجمات بالطائرات المسيرة والقصف إلى تدمير منازل ومزارع وبنية تحتية حيوية، مما خلق موجات جديدة من النزوح وزاد من معاناة السكان الذين يواجهون الفقر الشديد ونقص المساعدات الإنسانية.
جاء تحذير حكومة الإنقاذ في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في شمال غرب سوريا، حيث اكتظت المخيمات على طول الحدود التركية بالأسر النازحة التي تبحث عن ملاذ آمن من القصف المستمر، وتفيد منظمات الإغاثة بوجود نقص حاد في الغذاء والماء والإمدادات الطبية، مما ترك العديد من السكان دون الوصول إلى احتياجاتهم الأساسية.
ودعت حكومة الإنقاذ المجتمع الدولي إلى إدراك المخاطر الناجمة عن الرواية الإعلامية الروسية، وإلى ضرورة منع استخدامها لتبرير مزيد من العنف في المنطقة، وخلص البيان إلى القول: “المناطق المحررة مهددة، وعلى المجتمع الدولي التحرك لمنع هذه الاتهامات التي لا أساس لها من أن تصبح ذريعة لارتكاب مزيد من الجرائم بحق الشعب السوري”.
ومع تصاعد العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية، يؤكد رد حكومة الإنقاذ على الحاجة إلى اهتمام دولي عاجل لمواجهة التهديدات المتزايدة التي تواجه الفئات الأكثر ضعفاً في سوريا.