
في ظل تصاعد الصراع في شمال غرب سوريا، كثفت غرفة عمليات “الفتح المبين”، وهي تحالف من الفصائل العسكرية، جهودها لمواجهة الهجمات المتواصلة من قبل قوات نظام الأسد المدعومة من روسيا. استهدفت الغرفة مؤخراً فريقاً من مشغلي الطائرات المسيرة المفخخة كانوا يشنون هجمات على المدنيين في قرية كفر تعال غرب حلب، مما يمثل رداً حاسماً على التهديد المتزايد للحرب بالطائرات المسيرة في المنطقة.
يعتمد نظام الأسد، بدعم من القوات الروسية، بشكل متزايد على الطائرات الانتحارية المسيرة ذات الرؤية الذاتية (FPV) لنشر الرعب بين المدنيين في المناطق المحررة شمال سوريا. وتتميز هذه الطائرات بدقتها وقدرتها التدميرية الكبيرة، حيث استُخدمت لاستهداف المناطق السكنية، والأراضي الزراعية، والبنية التحتية، مما أجبر السكان على النزوح وتعطل حياتهم اليومية.
يوم الخميس، 21 نوفمبر، نفذت قوات غرفة عمليات “الفتح المبين” ضربة استهدفت فريق مشغلي الطائرات المسيرة على جبهة أورم الصغرى باستخدام ما وصفته المصادر المحلية بـ”أسلحة مناسبة”. وكان الفريق يستعد لشن هجوم على منازل المدنيين في كفر تعال، وهي قرية تعرضت سابقاً لعمليات قصف متكررة. ووفقاً لمصادر عسكرية، أصابت الغرفة الهدف بدقة، مما أدى إلى تحييد التهديد ووقف نشاط الطائرات المسيرة مؤقتاً في المنطقة.
إن تأثير الحرب بالطائرات المسيرة على المدنيين مدمر. وقد وثقت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) مئات الهجمات بالطائرات المسيرة الانتحارية هذا العام. وأدت هذه الهجمات إلى مقتل 34 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 88 آخرين في حلب وإدلب. كما تسببت في أكثر من 256 هجوماً منفصلاً شردت عائلات، وعطلت الأنشطة الزراعية والتعليمية، وأضرت بسبل العيش، خاصة خلال موسم قطاف الزيتون.
يسلط رد “الفتح المبين” الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه الجماعات العسكرية المحلية في حماية المناطق المحررة في شمال سوريا. من خلال استهداف مشغلي الطائرات المسيرة ومواقع إطلاقها، عطلت الغرفة أداة رئيسية في ترسانة النظام. ويمثل هذا النجاح التكتيكي أيضاً رسالة إلى قوات النظام بأن الهجمات على المدنيين لن تمر دون رد.
على الرغم من فاعلية الحرب بالطائرات المسيرة في تشريد السكان ونشر الخوف، إلا أنها ليست منيعة. وتفيد تقارير الدفاع المدني السوري بأن 133 طائرة مسيرة أُسقطت في المنطقة هذا العام، على الرغم من استمرار المعاناة الكبيرة للمدنيين. وتعتبر التدابير الاستباقية لـ”الفتح المبين” ضرورية لتقليل الخسائر البشرية ومنع المزيد من التهجير.
يعكس استخدام الطائرات الانتحارية المسيرة في شمال غرب سوريا الطبيعة المتطورة للحروب الحديثة، حيث تُستخدم الأنظمة الجوية غير المأهولة بشكل متزايد لاستهداف السكان الأكثر ضعفاً. وبالإضافة إلى الدمار المادي الفوري، تزعزع هذه الهجمات استقرار المجتمعات، وتدمر سبل العيش، وتخلق موجات من النازحين داخلياً.
دعت المنظمات الدولية وفرق الاستجابة المحلية مراراً إلى محاسبة المسؤولين، لكن حتى الآن، يواصل النظام وداعموه حملاتهم بالطائرات المسيرة دون رادع. وحذر فريق منسقو الاستجابة في سوريا من العواقب الإنسانية الوخيمة، مطالبين بتحرك عالمي لمنع المزيد من الجرائم.
مع تصاعد الصراع في شمال سوريا، تظل جهود “الفتح المبين” لمواجهة حرب الطائرات المسيرة وحماية المدنيين بالغة الأهمية. ومع ذلك، تسلط الهجمات المستمرة الضوء على التحديات الأوسع في الدفاع عن المناطق المحررة ضد نظام مصمم على استعادة السيطرة من خلال الخوف والعنف.