الثورة السورية التي تعيش عامها الثالث عشر، لم تغيّر فقط ملامح سوريا بل أحدثت أيضًا صدمات قوية في العالم العربي. تداعياتها ما زالت تمتد عبر المجتمعات والحدود، حاملةً معها تحديات وفرصًا تستدعي اهتمامًا عاجلًا من الجمهور الناطق بالعربية. وفي ظل هذا السياق، فإن إطلاق نسخة عربية من “Levant24” ليس مجرد خطوة في وقتها المناسب، بل هو ضرورة حتمية.
تظل الثورة السورية الثورة الوحيدة النشطة من بين ثورات الربيع العربي، رمزًا للصمود في وجه القمع الواسع. إنها جبهة حاسمة في المعركة ضد الجهود المنهجية لإعادة تشكيل المنطقة ديموغرافيًا وفكريًا.
حملة “تشييع” سوريا ذات الأغلبية السنية – المدعومة من النفوذ الإيراني – تشكل تهديدًا وجوديًا لهوية المنطقة السنية. ولم يقتصر نفوذ طهران المتزايد على سوريا فحسب، بل امتد إلى العراق ولبنان واليمن، مما زعزع استقرار المجتمعات العربية وهدد وحدتها الإقليمية.
أحد أبرز النتائج المدمرة للصراع السوري هو انتشار الكبتاغون، المخدر الذي دمّر المجتمعات في العالم العربي. أصبحت المناطق السورية الخاضعة تحت حكم الأسد وميليشيات إيران مركزًا لهذه الأزمة، مع تهريب مليارات الدولارات من هذا المخدر سنويًا إلى الدول المجاورة. وتواجه دول الخليج وباءً تغذيه شبكات مرتبطة بنظام الأسد، مما يبرز الطابع العابر للحدود للصراع السوري غير المحسوم.
إلى جانب هذه الأزمات الاجتماعية والسياسية، أصبحت الثورة السورية جزءًا لا يتجزأ من النضال الأكبر من أجل العدالة في العالم العربي.
الحرب الإسرائيلية على غزة، التي امتدت الآن إلى لبنان وسوريا، تسلط الضوء على الترابط بين دول المنطقة. الضربات الجوية التي تستهدف الأراضي السورية تذكرنا بأن ما يحدث في سوريا لا يمكن عزله عن الديناميكيات الإقليمية الأوسع.
في المناطق المحررة من سوريا، التي تأوي أكثر من أربعة ملايين شخص، تستمر مقاومة هشة ولكنها ذات أهمية كبيرة. تظل هذه المناطق قلعة أمل لأولئك الذين يسعون إلى الحفاظ على استقلال سوريا وهويتها التاريخية. متابعة تطوراتها وتحدياتها وصمودها أمر ضروري، خاصةً مع استمرار تعرضها للقصف المتواصل والإهمال الدولي.
ستكون منصة “Levant24” باللغة العربية جسرًا للقراء العرب للتواصل المباشر مع هذه الحقائق. ستوفر تقارير دقيقة وذات صلة في الوقت المناسب عن سوريا وتأثيرها على العالم العربي، من التحالفات السياسية إلى التحولات الاجتماعية.
قصة سوريا لم تنتهِ بعد، وتأثيراتها على الدول العربية عميقة. إن الوعي المستنير هو الخطوة الأولى نحو بناء إدراك جماعي يمكن أن يؤدي إلى العمل. تطمح النسخة العربية من “Levant24” إلى أن تكون صوتًا يوصل ويثقف ويلهم كل من يهتم بمستقبل العالم العربي.