
أصدرت المنظمات الإنسانية العاملة في شمال غرب سوريا تحذيرات عاجلة، مع ارتفاع كبير في أعداد الأسر النازحة جراء الهجمات المستمرة التي تشنها قوات النظام السوري وحلفاؤها، وأسفرت التصعيدات التي شهدت زيادة مقلقة في الهجمات خلال الأشهر الماضية، عن إجبار عشرات الآلاف من المدنيين على ترك منازلهم، مما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعاني منها المنطقة مع اقتراب فصل الشتاء.
وذكر فريق منسقو استجابة سوريا، الذي يرصد حالات النزوح، أن أكثر من 10,728 عائلة، بما يعادل 57,432 فردًا، قد نزحوا من منازلهم في إدلب وحلب، ومن المتوقع أن ترتفع الأرقام مع استمرار القصف المكثف على المناطق السكنية ومخيمات النازحين داخليًا.
وأبرزت الدفاع المدني السوري، المعروف أيضًا باسم الخوذ البيضاء، الظروف القاسية التي يواجهها الفارون من القصف، وقالت المنظمة في بيان: “ما زالت مئات العائلات تفر من ريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي مع تصاعد هجمات قوات النظام وروسيا باستخدام الغارات الجوية والمدفعية والصواريخ.
فرقنا تعمل على إجلاء المدنيين من المناطق المستهدفة وإعداد مراكز لإيواء النازحين.
إن استمرار الهجمات يزيد من تدهور الوضع الإنساني ويهدد الأرواح، مما يجبر الناس على مغادرة منازلهم مع حلول الشتاء.”
وشددت المنظمة على التحديات المتفاقمة، مثل انخفاض درجات الحرارة ونقص المأوى، محذرة من أن العائلات النازحة تواجه ظروفًا تهدد الحياة في المخيمات المكتظة التي تفتقر إلى الإمدادات الأساسية.
وأصدرت مكتب تنسيق العمل الإنساني بيانًا يوضح نطاق الأزمة ويدعو إلى استجابة عاجلة ومنسقة، وجاء في البيان: “وسط التصعيد العسكري المستمر في شمال غرب سوريا، تسبب القصف المكثف في موجات من النزوح، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية وأضرار جسيمة في الممتلكات والبنية التحتية.”
ودعا المكتب المنظمات الإنسانية إلى تكثيف جهودها وإعطاء الأولوية للاحتياجات العاجلة، خاصة في مجالات الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والمستلزمات الشتوية.
وأضاف البيان: “نؤكد على أهمية التنسيق المشترك لضمان وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين بشكل فعال وسريع”، مشيرًا إلى أن معبر باب الهوى الحدودي لا يزال مفتوحًا لتقديم المساعدات الإنسانية.
كما دفع التهجير القسري لعشرات الآلاف من المدنيين الفصائل العسكرية الثورية التابعة لتحالف قيادة العمليات العسكرية إلى إطلاق عمليات دفاعية لوقف الهجمات واستعادة القرى التي خسرتها أمام قوات النظام، وقال المتحدث باسم التحالف، المقدم حسن عبد الغني، إن عمليات صد العدوان تهدف إلى حماية المدنيين ومنع المزيد من النزوح.
وصرح أحد ممثلي فريق منسقو استجابة سوريا: “إن الهجمات المستمرة للنظام جزء من حملة ممنهجة لإفراغ القرى والبلدات، تاركة المدنيين دون ملاذ آمن.
النازحون عالقون بين تصاعد العنف والظروف المعيشية القاسية في المخيمات.”
ومع تفاقم الأزمة الإنسانية، دعت المنظمات المجتمع الدولي إلى تكثيف دعمه للنازحين السوريين، فالعديد من الأسر النازحة التي تكافح بالفعل مع نقص الغذاء والمياه، تواجه الآن عبء درجات الحرارة المنخفضة دون مأوى أو تدفئة كافية، وفي ظل استمرار العنف وتدهور الوضع الإنساني، تبدو الحاجة ملحة لتوفير الإغاثة والحماية للمدنيين في شمال غرب سوريا.