حققت الفصائل الثورية السورية، تحت قيادة إدارة العمليات العسكرية (CMO)، مكاسب إقليمية واستراتيجية كبيرة مع دخول حملة ردع العدوان يومها الثالث. وتم إطلاق الهجوم العسكري الواسع يوم الأربعاء ردًا على تصاعد هجمات قوات الأسد والميليشيات الإيرانية على المدنيين في شمال سوريا، محققًا تقدمًا سريعًا على عدة جبهات.
في يوم الخميس، اليوم الثاني من العمليات، وسعت القوات الثورية سيطرتها على قرى وبلدات مهمة في ريفي حلب الغربي وإدلب الشرقي. ومن أبرز المكاسب السيطرة على بابيص، بشقاتين، بشنطرة، ميزناز، كفر داعل، وكفر حلب، بالإضافة إلى تأمين الزربة وخان العسل، مما مكّنهم من قطع الطريق الدولي M5 الذي يربط بين حلب ودمشق.
إلى جانب هذه المكاسب، سيطرت القوات على مبنى الشؤون الإدارية، عقدة عالم السحر، تلة الرقم، وجمعيات سكنية بارزة مثل جمعية الرحال والكهرباء الثانية في ريف حلب الغربي. ودفعت هذه العمليات طلائع الفصائل الثورية إلى أطراف مدينة حلب، حيث تم استهداف مواقع للنظام داخل المدينة لأول مرة منذ بدء العملية.
وقال العقيد حسن عبد الغني، المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية: “يهدف هذا الهجوم الاستباقي إلى إحباط خطط الميليشيات المدعومة من إيران وتمكين المدنيين النازحين من العودة إلى مناطقهم”.
وأسفرت الحملة عن خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات لدى قوات النظام والميليشيات المتحالفة معه. ووفقًا لإدارة العمليات العسكرية، قُتل أكثر من 200 من قوات النظام، بينهم 13 ضابطًا، وأصيب المئات خلال الـ48 ساعة الماضية. كما تم أسر 26 عنصرًا.
واستولت القوات الثورية أيضًا على معدات عسكرية كبيرة، منها 13 دبابة، ثلاث قاذفات هاون، وخمس مركبات BMP. وتمت السيطرة على مستودع صواريخ مضادة للدروع من نوع كورنيت وخمس رشاشات مضادة للطائرات عيار 23 ملم. وتبرز هذه المصادرات النجاح التشغيلي للفصائل الثورية في نزع سلاح قوات النظام وإضعافها.
وبالإضافة إلى المعدات المصادرة، دمرت القوات الثورية مروحيتين ودبابتين، مما أدى إلى إضعاف القوة النارية والقدرات الجوية للنظام. كما تم الاستيلاء على أربعة مدافع ميدانية، وعربتي مدفعية ذاتية الحركة من طراز “فوزديكا” ومستودع ذخائر، مما أضعف قدرة النظام وميليشياته على مهاجمة سكان المناطق المحررة.
استخدمت الحملة تكتيكات متقدمة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار (FPV) والقصف المدفعي المكثف، مستهدفة مواقع رئيسية للنظام والميليشيات. وأفادت مصادر عسكرية بأن العملية عطلت خطوط الإمداد وأجبرت قوات النظام على التراجع، مما ساعد العملية على الحفاظ على زخمها عبر محاور متعددة.
وتأتي هذه المعارك في أعقاب هجمات متواصلة من قوات النظام والميليشيات الإيرانية تسببت في نزوح آلاف المدنيين في شمال سوريا. وتهدف الحملة إلى وقف عمليات النزوح هذه وتوفير قدر من الأمان للمناطق المحررة، خاصة مع تفاقم الأزمة الإنسانية في الشتاء.
ومع استمرار الفصائل الثورية في تعزيز مكاسبها ومواصلة تقدمها، تواجه قوات النظام وحلفاؤها تحديات متزايدة. ويشكل قطع الطريق الدولي M5 ضربة لوجستية واستراتيجية كبيرة تعقد قدرة النظام على إعادة الإمداد وتعزيز قواته في حلب وما بعدها. ومع وصول المعارك إلى أطراف مدينة حلب، قد تحدد الأيام المقبلة ما إذا كان التحالف سيستطيع الحفاظ على تقدمه واستثمار نجاحاته المبكرة في هذا الهجوم غير المسبوق.