
قُتل العميد في الحرس الثوري الإيراني، كيومارث بورهاشمي، وهو قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني، في مدينة حلب في عملية خاصة استهدفت البنية القيادية المشتركة للجيشين السوري والإيراني. وقع الحادث وسط تصاعد المعارك التي تشنها الفصائل الثورية ضمن حملة “ردع العدوان” ضد قوات نظام الأسد والميليشيات المدعومة من إيران في شمال سوريا.
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية والحرس الثوري في البداية أن بورهاشمي، المعروف بـ”الحاج هاشم”، قُتل خلال “اشتباكات في ريف حلب الغربي”. في حين ذكرت صحيفة “العربي الجديد” أن بورهاشمي اغتيل على يد مجموعة مكونة من أكثر من 15 مقاتلاً ثوريًا تسللوا إلى مدينة حلب قبل شن الهجوم.
لكن مصادر عسكرية قريبة من “L24” كشفت أن المجموعة كانت مكونة من ثلاثة أفراد فقط، وقد هاجمت غرفة العمليات المشتركة في منطقة “حلب الجديدة”، مما أسفر عن مقتل بورهاشمي ومعظم الضباط الحاضرين، بما في ذلك قادة بارزين في جيش نظام الأسد وربما شخصيات روسية.
وأكدت المصادر أن أعضاء المجموعة الثلاثة دخلوا مدينة حلب قبل أيام من بدء المعركة كجزء من خطة لاستهداف غرفة العمليات المشتركة. وعندما أتيحت الفرصة أثناء انعقاد الاجتماع القيادي، نفذت المجموعة العملية التي أسفرت عن القضاء على معظم الضباط داخل الغرفة.
ورغم عدم تأكيد الأمر، تشير التكهنات العسكرية إلى احتمال أن “العصائب الحمراء” هي من قام بالعملية، وهي وحدة خاصة تابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، التي تُعرف باستهدافها شخصيات بارزة وتنفيذها عمليات تسلل مماثلة في الماضي.
وتُشير التحليلات إلى أن الهجوم على غرفة العمليات قد أعاق قدرة النظام على تنظيم الدفاعات، مما ساهم في الانهيار السريع لخطوط النظام والقوات الإيرانية، حيث يواجه الجنود على الجبهات هجمات شرسة دون الاستفادة من القيادة المنظمة.
وأكد الحرس الثوري أيضًا وفاة بورهاشمي، واصفًا إياه بأنه “مدافع عن الحرس الثوري الإيراني” وشخصية رئيسية في العمليات الإيرانية عبر سوريا والعراق. ويُمثل اغتيال بورهاشمي خسارة كبيرة لإيران، التي استثمرت بشكل كبير في وجودها العسكري في سوريا لدعم نظام الأسد. وتُعد حلب معقلاً استراتيجياً تستضيف العديد من الميليشيات والمواقع العسكرية المدعومة من إيران.
وأشار تقرير صادر عن مركز “جسور” للدراسات إلى وجود 117 موقعًا عسكريًا إيرانيًا في محافظة حلب وحدها، ضمن شبكة واسعة تضم أكثر من 500 موقع في جميع أنحاء سوريا. وعلى الرغم من انخفاض طفيف في عدد المواقع هذا العام، لا تزال إيران أكثر الجهات الأجنبية رسوخًا في سوريا.
وقد أثارت عملية التسلل والدقة في استهداف غرفة العمليات تساؤلات حول نقاط الضعف الأمنية لدى القوات الإيرانية والسورية في حلب، فضلاً عن احتمالية وجود شخصيات روسية في وقت الاغتيال. وكشفت مصادر محلية عن أن استخبارات النظام بدأت التحقيق مع أفراد من القوات الأمنية على خلفية الهجوم.
تشير العملية إلى جهد منسق ومُحكم لإضعاف نظام الأسد وحلفائه في لحظة حرجة من الصراع. وتعكس التطورات في حلب ديناميكيات متغيرة لحرب لا تزال مستمرة بلا نهاية في الأفق.