
أطلقت القوات الثورية أكبر حملة عسكرية في شمال غرب سوريا منذ سنوات، بهدف صد قوات نظام الأسد وحلفائها. بدأت العملية، التي أُطلق عليها اسم “ردع العدوان”، يوم الأربعاء في ريف حلب الغربي وامتدت إلى ريف إدلب الشرقي يوم الخميس. تمثل هذه الحملة تصعيدًا كبيرًا في المنطقة، حيث وصلت القوات إلى داخل مدينة حلب.
في صميم هذه الحملة تأتي غرفة العمليات العسكرية الجديدة “إدارة العمليات العسكرية” التي حلت محل غرفة عمليات “الفتح المبين” السابقة. يتألف هذا التحالف من عدة قوى ثورية بارزة، أبرزها هيئة تحرير الشام، التي تُعد أكبر وأهم مجموعة ضمن هذا التحالف.
تشمل القوى الرئيسية الأخرى في التحالف الجبهة الوطنية للتحرير، وهي تجمع لمجموعات معارضة مختلفة تعمل جنبًا إلى جنب مع هيئة تحرير الشام، بالإضافة إلى جيش العزة، وهو قوة عسكرية قديمة ناشطة في المعارك ضد نظام الأسد. تشكل هذه المجموعات العمود الفقري للجهد العسكري المنسق.
إلى جانب إدارة العمليات العسكرية، انضمت مجموعات ثورية أخرى إلى العملية. أرسل الجيش الوطني السوري، الذي يعمل تحت مظلة الحكومة السورية المؤقتة المدعومة من تركيا، تعزيزات لدعم الحملة. وقد حشدت وحدات مثل جبهة الشام، وحركة التحرير والبناء، وحركة نور الدين الزنكي مقاتلين، مع ورود تقارير عن وقوع خسائر في صفوفهم. وعلى الرغم من أن هذه المجموعات تعمل عادة في شمال سوريا، إلا أنها شاركت بنشاط في هذه الحملة.
كما شهدت الحملة مشاركة مقاتلين عشائريين، مما يبرز وحدة الشعب السوري في هدفهم لإزالة الميليشيات المدعومة من إيران واستعادة أراضيهم ومنازلهم. أعلن مجلس قبائل وعشائر سوريا، من خلال مجلسه العسكري “مجلس البكارة العسكري”، التعبئة العامة لدعم العملية. وشاركت قوات عشائرية، بما في ذلك ألوية المقاومة الشعبية، في تأمين المناطق المحررة وردع اعتداءات النظام، مما ساهم في تعزيز قوة الحملة.
وصف حسن عبد الغني، المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية، الحملة بأنها رد مؤقت ولكنه حاسم على العنف المستمر ضد المدنيين. وقال عبد الغني: “توحد هذه العملية صفوف القوات الثورية والمجتمع المدني في شمال غرب سوريا لمواجهة النظام الوحشي والميليشيات الإيرانية.” وشدد على أن الحملة تهدف إلى “تأمين المنطقة وردع العدوان وخلق بيئة آمنة لعودة المهجرين قسرًا.”
تشكل هذه المعارك أول هجوم واسع النطاق من قبل الثورة منذ عام 2018، وتُظهر مدى حاجة الشعب لإنهاء الاحتلال والعودة إلى منازلهم ووقف الهجمات اليومية التي يشنها الأسد وحلفاؤه. تتوحد القوات الثورية في جهودها لدحر النظام وحماية المناطق المحررة، لكن نتيجة المعارك لا تزال غير مؤكدة مع استمرار الضغط العسكري الموحد على جبهات متعددة.