
أعلن الجيش الوطني السوري (SNA)، يوم السبت، عن إطلاق عملية “فجر الحرية”، التي تستهدف قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية في ريف حلب الشمالي والشرقي. وتهدف هذه الحملة العسكرية، التي تأتي ضمن الجهود الثورية الأوسع في شمال سوريا، إلى تحرير الأراضي المحتلة، حماية المدنيين، واستعادة حقوق السوريين النازحين للعودة إلى ديارهم.
بدأت العملية بهجمات قرب بلدة تادف، الواقعة شرق حلب وبالقرب من مدينة الباب. ووفقًا لمصادر عسكرية، حققت قوات الجيش الوطني تقدمًا جزئيًا ضد مواقع النظام، حيث أسرت مقاتلين اثنين واستولت على أسلحة. وتمكنت من تحرير قرى مثل طومان، المداجن، والشماوية في المرحلة الأولى من الحملة، مما يمثل تقدمًا كبيرًا.
كما أفادت مصادر محلية بأن الجيش الوطني تمكن من تحرير مواقع استراتيجية تشمل مطار كويرس العسكري، الفوج 111، الأكاديمية الجوية، مطار كويرس التدريبي، وسكن الضباط في شرق حلب، إلى جانب الطريق السريع حلب-الرقة.
وفي بيان رسمي، أوضح الجيش الوطني السوري أهداف العملية، مشددًا على أهمية تحرير المناطق التي تحتلها قوات النظام والميليشيات الإيرانية، وضمان سلامة وحرية المدنيين في المناطق المستعادة. وأكد البيان على ضرورة استعادة حقوق النازحين السوريين وعودتهم إلى ديارهم للعيش بكرامة بعيدًا عن القمع والجريمة. كما تهدف العملية إلى مواجهة الهجمات المتكررة التي يشنها النظام على المناطق المحررة والتي تهدد أمن المدنيين.
تأتي هذه الحملة وسط تصاعد التوترات بين الجيش الوطني، نظام الأسد، وقوات سوريا الديمقراطية (SDF) المرتبطة بحزب العمال الكردستاني (PKK). وتشير تقارير حديثة إلى تعاون قوات سوريا الديمقراطية مع قوات الأسد، حيث انتقلت إلى مواقع استراتيجية في ريف حلب، بما في ذلك مطار حلب الدولي، الشيخ نجار، دير حافر، السفيرة، ومسكنة. ويبدو أن هذا التعاون، الذي امتد إلى بلدات مثل نبل والزهراء، يهدف إلى منع تقدم القوات الثورية وملء الفراغ الناتج عن انسحابات النظام.
وأكدت مصادر ميدانية أن تحركات قوات سوريا الديمقراطية تأتي كجزء من اتفاق غير معلن مع نظام الأسد لتعزيز سيطرتهما على مواقع رئيسية ومواجهة التقدم الثوري. وقد أثارت هذه التطورات استياء البعض الذين يعتبرونها خيانة للثورة السورية ومحاولة لقمع تطلعات الشعب السوري المشروعة.
يحمل الريف المحيط بتادف والباب أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تنافست عليه قوات النظام، الميليشيات الإيرانية، وقوات سوريا الديمقراطية. وتأمين هذه المناطق يعزز موقف القوات الثورية في شمال سوريا، ويعطل خطوط إمداد النظام، ويحد من جهود قوات سوريا الديمقراطية لتوسيع نفوذها.
تعكس عملية “فجر الحرية” أيضًا التزامًا بمعالجة الأزمة الإنسانية في شمال سوريا. وقد تعهد مسؤولو الجيش الوطني بضمان سلامة المدنيين في المناطق المستهدفة وتقليل الأضرار خلال الحملة العسكرية. وتهدف العملية إلى منح النازحين السوريين فرصة للعودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم بحرية وكرامة.
تظهر هذه المرحلة الجديدة من العمل الثوري التحديات التي يواجهها نظام الأسد، الذي أصبح يعتمد بشكل متزايد على الدعم الروسي والإيراني للحفاظ على سيطرته على المناطق الرئيسية. ومع تحقيق القوات الثورية تقدمًا في شمال سوريا، تتغير ديناميكيات الصراع، مما يشكل تحديات كبيرة لاستراتيجية النظام طويلة الأمد.
ومع استمرار الاشتباكات في تادف والمناطق المتنازع عليها الأخرى، فإن نجاح عملية “فجر الحرية” سيكون له تداعيات بعيدة المدى على مستقبل شمال سوريا. ولا تزال القوات الثورية ملتزمة بأهدافها، غير عابئة بالعقبات التي تفرضها قوات النظام، الميليشيات الإيرانية، وقوات سوريا الديمقراطية. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من التطورات مع تقدم العملية، مما يعيد تشكيل ميزان القوى في المنطقة.