
صعّدت الطائرات الحربية الروسية وقوات نظام الأسد حملتها القصفية على شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.
وصف قادة الثورة هذه الهجمات بأنها أعمال كراهية وانتقام، وقد أثار استئناف القصف المكثف على حلب – المدينة التي دُمرت قبل نحو عقد من الزمن بغارات جوية مماثلة – إدانات شديدة من المسؤولين المحليين والمنظمات الإنسانية.
يوم السبت، نفذت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية على دوار الباسل في مدينة حلب، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى المدنيين.
تعيد هذه الهجمات ذكريات الأيام المظلمة للقصف المستمر على المدينة خلال ذروة الصراع في سوريا قبل ما يقرب من عقد.
ندد محمد العمر، وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ السورية، بالمجزرة واصفاً إياها بأنها استمرار لتجاهل النظام الإجرامي لأرواح السوريين، وقال العمر: “القصف الذي استهدف دوار الباسل يكشف زيف ادعاءات النظام بحماية المدنيين”، واتهم النظام باستخدام الدعاية لإخفاء هزائمه مع الاستمرار في شن هجمات انتقامية ضد الأبرياء.
جاء القصف في حلب عقب الهجمات المدمرة للنظام وروسيا في شمال سوريا، والتي تصاعدت بالتزامن مع التقدم الأخير لقوات الثورة على الأرض.
أفادت منظمة الدفاع المدني السوري، المعروفة باسم الخوذ البيضاء، بأنه خلال الأيام الثلاثة الماضية، قُتل 24 مدنياً، بينهم 7 أطفال و3 نساء، وأصيب 95 آخرون، بينهم 36 طفلاً و17 امرأة، جراء القصف الروسي وقصف النظام.
أسفرت غارات الجمعة وحدها عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 41 آخرين، وتحملت مدينة إدلب النصيب الأكبر من الهجمات، حيث قُتل أربعة مدنيين وأصيب 25 آخرون، بينهم ثمانية أطفال وست نساء. أشعلت الهجمات حريقًا هائلًا في محطة وقود، مما زاد من خطر تهديد الأرواح والممتلكات.
في قرية فركيا جنوب إدلب، أصيب سبعة مدنيين، بينهم ستة أطفال من عائلة واحدة، جراء الغارات الجوية، كما تعرضت قرية سرجة المجاورة للقصف، مما أدى إلى إصابة أربعة مدنيين، بينهم طفل.
تعرضت مدينة الأتارب في غرب حلب وتادف في ريفها الشرقي لقصف مدفعي وجوي، مما أسفر عن إصابة العديد من المدنيين، بمن فيهم أطفال.
استهدفت الغارات الليلية مدينة مارع، حيث أنقذت فرق الإنقاذ خمسة أفراد من عائلة واحدة، بينهم أربعة أطفال، كانوا عالقين تحت الأنقاض بعد أن دمرت غارة جوية منزلهم.
في حازوان شرق حلب، أصابت غارة جوية صباح السبت طفلاً وامرأتين من نفس العائلة. كما استهدفت هجمات أخرى في تادف والباب الأحياء السكنية، لكن التقارير الأولية أشارت إلى وقوع أضرار مادية دون وقوع إصابات.
وصفت المنظمات الإنسانية والمسؤولون المحليون التصعيد الأخير بأنه محاولة محسوبة من الأسد وروسيا لمعاقبة المدنيين. وقال متحدث باسم حكومة الإنقاذ السورية: “الأمر لا يتعلق باستراتيجية عسكرية، بل بإلحاق المعاناة”. وأكد استهداف المنازل المدنية ومحطات الوقود والمدارس وحتى مزارع الدواجن على الطبيعة العشوائية لهذه الهجمات.
بالنسبة لسكان حلب، أعادت عودة الغارات الجوية فتح جراح قديمة، وذكّرت العالم بالأساليب الوحشية التي استُخدمت لسحق المدينة قبل نحو عقد، ومع تصاعد القصف، يجدد السوريون مناشدتهم للحماية والعدالة في صراع لا يبدو أنه سينتهي قريباً.