(Social Media)
حققت القوات الثورية بإدارة العمليات العسكرية (CMO) تقدماً واسعاً في شمال سوريا، مستعيدة السيطرة على مناطق استراتيجية في محافظات حلب وإدلب وحماة، ضمن حملة “رد العدوان” المستمرة، انطلقت هذه الحملة يوم الأربعاء الماضي، وأسفرت عن إضعاف قوات النظام بشكل ملحوظ، مع تكبدها خسائر فادحة وانسحابات متزايدة وسط انهيار معنوياتها.
أعلنت إدارة العمليات العسكرية، يوم الأحد، إحكام سيطرتها على المدينة الصناعية في الشيخ نجار، التي تُعد مركزاً صناعياً رئيسياً في حلب، مما عزز وجودها في ثاني أكبر مدن سورية، هذا الإنجاز جاء بعد السيطرة على الأكاديمية العسكرية، وسجن حلب المركزي، وكلية المدفعية في الراموسة، بالإضافة إلى عدة منشآت عسكرية استراتيجية.
في بيان رسمي، صرّح العقيد حسن عبد الغني قائلاً: “استحوذت قواتنا على المنطقة الصناعية في الشيخ نجار، ومدينة حلب، وطريق خناصر-حلب، والتقدم مستمر بإذن الله”.
كما واصلت القوات الثورية توسعها في الريف الشمالي لحلب، حيث سيطرت على مناطق سيّفات، باشكوي، مخيم حندرات، المنطقة الحرة، وقرية كفين، في إطار جهود منسقة لتأمين الطرق الحيوية والمناطق الحضرية، ما زاد من عزلة قوات نظام الأسد في تلك المناطق.
وأضاف العقيد عبد الغني: “سيطرنا على بلدة خناصر وطريق خناصر-حلب، بالإضافة إلى مواقع استراتيجية عدة شمال حماة”.
تشمل المناطق المحررة حديثاً في ريف حماة: طيبة الإمام، كفرزيتا، كفرنبودة، حلفايا، اللطامنة، صوران، قلعة المضيق، كرناز، معردس، الحماميات، ترمالة، الفن الشمالي، طيبة الاسم، وبلدة مورك الاستراتيجية الواقعة على الطريق الدولي حلب-دمشق (M5).
في تطور لافت، أعلنت إدارة العمليات العسكرية تحرير محافظة إدلب بالكامل، بما في ذلك ريفها، مما يمثل نقطة تحول بارزة في النزاع المستمر منذ سنوات للسيطرة على المحافظة التي كانت محوراً للصراع.
وقال العقيد عبد الغني: “نعلن عودة محافظة إدلب إلى أهلها بعد تحرير ريفها بالكامل، بفضل الله وتوفيقه”.
يُعد الاستيلاء على خان شيخون، المعقل الرئيسي جنوب إدلب، إنجازاً حاسماً، حيث نجحت القوات الثورية في تأمين شريط يربط المناطق المحررة في إدلب وحلب وحماة، مما يعزز الترابط الجغرافي بين تلك المناطق.
تكبدت قوات النظام خسائر كبيرة، إذ انسحبت من مواقع استراتيجية في شمال سوريا، مع تدهور ملحوظ في معنويات جنودها، وتخليهم عن المعدات الثقيلة والمواقع الدفاعية الرئيسية.
أكدت القوات الثورية التزامها بحماية المدنيين وضمان الاستقرار في المناطق المحررة، مشددة على أن تقدمها يعكس انضباطاً وتخطيطاً دقيقاً، مقارنة بالأساليب العشوائية التي يعتمدها النظام وحلفاؤه.
تشير هذه التطورات المتزامنة في إطار حملة “رد العدوان” إلى تنسيق متزايد بين القوات الثورية، ما أدى إلى استعادة المراكز الحضرية الحيوية والطرق الاستراتيجية، وبالتالي تغيير ميزان القوى في شمال سوريا.
مع تحرير إدلب وتحقيق مكاسب مهمة في حلب وحماة، تبدو الثورة مهيأة لتحقيق مزيد من الانتصارات في الأيام المقبلة، ما يمثل لحظة حاسمة في الصراع السوري المستمر، ويبعث الأمل في نفوس ملايين المدنيين الذين يعانون تحت سيطرة النظام.