(White Helmets/Social Media)
أصدر مكتب تنسيق العمل الإنساني (HAC) في شمال غرب سوريا بيانًا شديد اللهجة موجهًا إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أدان فيه نظام الأسد وحلفاءه الروس بسبب تصعيد الهجمات على البنية التحتية المدنية والمرافق الطبية في المنطقة. وأبرز البيان الغارات الجوية الأخيرة التي استهدفت مشفى إدلب الجامعي ومستشفى ابن سينا للأطفال، مما أدى إلى وقوع العديد من الضحايا وتعطيل الخدمات الصحية الحيوية لآلاف المدنيين.
وصف البيان، الذي صدر يوم الثلاثاء، هذه الهجمات بأنها جزء من حملة ممنهجة تنتهك القانون الدولي، بما في ذلك المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص على حماية المستشفيات والعاملين في المجال الصحي أثناء النزاعات المسلحة. كما استشهد البيان بقرار مجلس الأمن رقم 2286 (2016)، الذي يدين بشكل صريح الهجمات على المرافق الطبية ويؤكد ضرورة حماية العاملين في القطاع الصحي في مناطق النزاع.
وجاء في البيان: “هذه الهجمات، التي تتكرر بشكل منهجي ضد المرافق الطبية والمدنية في شمال غرب سوريا، تشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي. إن الصمت حيال هذه الانتهاكات يشجع مرتكبيها على الاستمرار في أفعالهم، مما يدفع المدنيين إلى مزيد من المعاناة والنزوح”.
وأكد المكتب على تزايد حدة الأزمة الإنسانية في شمال سوريا، حيث أدت الغارات الجوية المستمرة من قبل قوات الأسد المدعومة من روسيا إلى تفاقم معاناة المدنيين. ومع تعطّل المرافق الطبية، يبقى آلاف النازحين السوريين دون الوصول إلى الرعاية الصحية الضرورية، مما يزيد من تدهور الأوضاع المتردية اصلاً في المنطقة.
واختُتم البيان بنداء عاجل إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن لاتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لحماية المدنيين ومنع المزيد من الانتهاكات. وقال المكتب: “إن حماية المدنيين وتوفير الخدمات الأساسية مسؤولية جماعية تتطلب تحركًا عاجلاً من المجتمع الدولي”.
يأتي هذا النداء الأخير وسط اشتداد القتال في شمال سوريا، حيث حققت قوات الثورة مكاسب كبيرة في الأيام الأخيرة ضد نظام الأسد. ورغم تزايد القلق الدولي، حذر المكتب من أن غياب المساءلة قد شجع المسؤولين عن استهداف المدنيين، مما يهدد بشكل أكبر السلام والاستقرار في المنطقة. ويؤكد بيان المكتب على الحاجة الملحة إلى اهتمام واستجابة عالمية للتخفيف من التأثير المدمر للعنف المستمر على السكان الأكثر ضعفًا في سوريا.