
أصدر الدفاع المدني السوري، المعروف باسم الخوذ البيضاء، تقريرًا شاملًا يسلط الضوء على الأثر الكارثي للهجمات المستمرة التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه الروس على المدنيين في شمال غرب سوريا. التقرير، الذي صدر مساء الأربعاء، يوثق تصاعد العنف في محافظات إدلب وحلب وحماة، وتأثيره المدمر على المدنيين السوريين والبنية التحتية والخدمات الإنسانية.
ووفقًا للتقرير، بين 27 نوفمبر و4 ديسمبر، نفذت قوات النظام وحلفاؤها الروس قصفًا متواصلًا أسفر عن مقتل 94 مدنيًا، بينهم 39 طفلًا و12 امرأة. كما أُصيب 320 مدنيًا، من بينهم 127 طفلًا و80 امرأة. ولا تشمل هذه الإحصاءات مدينة حلب، حيث سيتم إصدار بياناتها بشكل منفصل.
في يوم أمس، 4 ديسمبر، استجابت فرق الخوذ البيضاء لاستعادة جثث 10 مدنيين، من بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، قُتلوا في غارات جوية. كما أُصيب سبعة مدنيين آخرين، بينهم أربعة أطفال وامرأتان، في الهجمات. وكان من بين الضحايا الصحفي أنس الخربطلي، الذي قُتل أثناء تغطيته لهجمات النظام وروسيا في ريف حماة الشمالي.
استعادت الفرق أيضًا جثث فتاتين من تحت أنقاض منزل سكني استهدفته طائرات النظام الحربية في منطقة السفيرة شرق حلب يوم 2 ديسمبر. وارتفعت حصيلة القتلى من ذلك الهجوم إلى سبعة أشخاص، بينهم أربعة أطفال وامرأة.
وأشار التقرير إلى أن قوات النظام وحلفاءها الروس تعمدوا استهداف الأحياء السكنية والمدارس والمرافق الصحية والأسواق، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية الحيوية وتفاقم الأزمة الإنسانية. ومن بين المواقع التي تعرضت للقصف المستشفيات والمراكز الطبية، بالإضافة إلى مناطق مدنية مكتظة بالسكان.
ومن بين الحوادث المؤلمة، استعادة جثة مدني من حي الجزماتي في حلب، حيث أسفرت الغارات الجوية يوم 1 ديسمبر عن محاصرة العديد من المدنيين تحت الأنقاض. وواصلت فرق الخوذ البيضاء جهودها لاستعادة الجثث وسط استمرار القصف والدمار الهائل، وتمكنت من استعادة الجثة يوم 4 ديسمبر، ولا تزال الجهود مستمرة لإنقاذ آخرين.
في تطور بارز، وسّعت فرق الخوذ البيضاء خدماتها لتشمل مدينة حلب المحررة ومناطق أخرى تم تحريرها مؤخرًا، لتقديم عمليات الإنقاذ والاستجابة في مواجهة العنف المستمر.
ووصفت الخوذ البيضاء الهجمات بأنها انتهاكات صارخة للقانون الإنساني الدولي، مشيرة إلى استهداف المدارس والمرافق الصحية والصحفيين والمناطق المدنية المكتظة كدليل على جرائم حرب ممنهجة.
ودعت المجتمع الدولي إلى محاسبة نظام الأسد وروسيا، ووضع حد للإفلات من العقاب على هذه الجرائم، والدفع نحو حل سياسي يضمن الأمن والاستقرار للمدنيين السوريين. وقال التقرير: “استهداف المدنيين والبنية التحتية الأساسية بشكل متعمد هو رسالة واضحة تهدف إلى حرمان السوريين من حياة كريمة واستدامة حالة عدم الاستقرار والرعب والنزوح.”