
وسط تصاعد الضغوط من القوى الثورية وانسحاب عائلته والداعمين الأجانب الرئيسيين، يُقال إن الأسد لا يزال في سوريا. ووفقًا لتقارير صحيفة وول ستريت جورنال، فإن زوجة الأسد، أسماء الأسد، وأطفاله قد فروا إلى روسيا، بينما يقيم بعض أفراد عائلته في الإمارات العربية المتحدة.
وقد حققت القوى الثورية مكاسب إقليمية كبيرة منذ إطلاقها هجومًا مفاجئًا أطلقت عليه اسم “ردع العدوان” في 27 نوفمبر. وتشمل الانتصارات الرئيسية السيطرة على حلب وإدلب وحماة وأجزاء من حمص. وفي يوم الجمعة، استولى المقاتلون الثوريون على مدينة درعا واستهدفوا معاقل النظام في السويداء. وقد تراجعت قوات النظام عن عدة مناطق، مما يشير إلى انهيار صفوفهم.
الوضع المتدهور دفع روسيا والأردن والعراق إلى دعوة مواطنيهم لمغادرة سوريا. ووصفت السفارة الروسية في دمشق الأوضاع بأنها “صعبة” وحثت مواطنيها على استخدام الرحلات التجارية للإجلاء. وبالمثل، أنشأت الأردن خلية أزمة لتسهيل العودة الآمنة لمواطنيها، وبدأت السفارة العراقية في تسجيل مواطنيها للإعادة إلى الوطن.
من جانبها، بدأت إيران، الحليف القديم لنظام الأسد، بإجلاء شخصيات رئيسية، بما في ذلك أعضاء من الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، يتم نقل المستشارين العسكريين والدبلوماسيين وعائلاتهم إلى العراق ولبنان وطهران. وأشار مسؤولون إيرانيون إلى عدم قدرتهم على دعم النظام عسكريًا كعامل حاسم وراء الانسحاب.
وحذر المحلل مهدي رحمتي، في تصريح لـ نيويورك تايمز، من أن إيران أدركت أنها “لا يمكنها إدارة الوضع في سوريا” دون التزام قوات الأسد. ويمثل هذا تحولًا كبيرًا بالنسبة لطهران، التي دعمت الأسد منذ اندلاع الثورة السورية قبل 13 عامًا.
في حين لا يزال الأسد في دمشق، يبدو أن موقفه يزداد هشاشة. وقد اقترح مسؤولون عرب النفي كحل محتمل، على الرغم من أن الأسد لم يعلق علنًا بعد، لكن الشائعات تتزايد بأنه قد يكسر صمته قريبًا. وفي هذه الأثناء، تتقدم القوى الثورية على عدة جبهات، مهددة بمحاصرة المناطق المتبقية التي يسيطر عليها النظام، بما في ذلك العاصمة.
تشير التطورات السريعة في سوريا إلى نقطة تحول في الصراع، حيث يفقد نظام الأسد الحلفاء الرئيسيين وتكتسب الثورة زخمًا. ومع انسحابات روسيا وإيران، إلى جانب الضغوط العربية المتزايدة، يجد الأسد نفسه معزولًا مع دخول الصراع مرحلة حاسمة.