
شنت القوات الأمريكية والإسرائيلية ضربات جوية منفصلة في أنحاء سوريا يوم الأحد، مستهدفة مسلحي تنظيم داعش ومعاقل النظام السابقة، في ظل الاضطرابات الدراماتيكية التي يشهدها الإقليم بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد على يد القوات الثورية.
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) عن سلسلة من الضربات الجوية ضد تنظيم داعش في وسط سوريا، بهدف تعطيل جهود التنظيم لإعادة تشكيل صفوفه وسط الفوضى الحالية. وتم استهداف أكثر من 75 موقعًا، بما في ذلك معسكرات ومراكز قيادة، باستخدام قاذفات B-52 ومقاتلات F-15 وطائرات A-10.
وقالت القيادة في بيان: “تظل القيادة المركزية ملتزمة بضمان عدم استغلال تنظيم داعش للوضع الحالي لإعادة تجميع صفوفه”. وتشير التقييمات الأولية إلى عدم وجود خسائر مدنية، فيما لا تزال عمليات تقييم الأضرار جارية.
تزامنت هذه الضربات مع نهاية ناجحة لحملة “ردع العدوان” التي قادتها الثورة السورية، حيث تمت الإطاحة بالأسد واستولت القوات الثورية على دمشق وطرطوس واللاذقية يوم الأحد.
نفذت القوات الإسرائيلية ضربات جوية واسعة النطاق في جنوب ووسط سوريا، مستهدفة البنية التحتية العسكرية للنظام السابق ومواقع مرتبطة بتطوير الأسلحة. وأكدت مصادر محلية تنفيذ عشر غارات في ريف القنيطرة ودرعا، استهدفت مواقع استراتيجية مثل الفوج 175 واللواء 12.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن ضربات إضافية قرب دمشق استهدفت مطار المزة العسكري ومركز أبحاث مرتبط ببرامج الصواريخ والمواد الكيميائية. كما تم الإبلاغ عن انفجارات في طرطوس واللاذقية، تزامنًا مع دخول القوات الثورية إلى هذه المدن الساحلية.
تعكس هذه الضربات تصاعد المشاركة الإقليمية في سوريا المحررة. وتقدمت دبابات إسرائيلية لتأمين “جبل الشيخ”، محتلة بشكل غير قانوني نقطة استراتيجية في جنوب سوريا، بينما تؤكد العمليات الأمريكية المخاوف المستمرة من استغلال داعش لعدم الاستقرار.
تشكل الإطاحة بنظام الأسد لحظة محورية في تاريخ سوريا، لكن الفراغ الذي خلفه أثار مخاوف من تصاعد التدخلات الخارجية واستمرار النزاع. ومع استمرار العمليات الأمريكية والإسرائيلية، وسعي القوات الثورية لترسيخ السيطرة، يبقى مستقبل سوريا غامضًا. وتواجه سوريا المحررة تحديات وفرصًا على حد سواء، في ظل الاحتياجات الإنسانية المتزايدة واستمرار 14 عامًا من الحرب.