
عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعًا طارئًا يوم الاثنين لمناقشة التطورات السريعة في سوريا عقب الإطاحة بالدكتاتور بشار الأسد وسيطرة الثورة على دمشق. ركزت الجلسة المغلقة، التي قادتها الولايات المتحدة، على ضمان استقرار سوريا خلال المرحلة الانتقالية والحفاظ على وحدة أراضيها.
وخرج الدبلوماسيون من الجلسة بتأكيد مشترك على وحدة سوريا، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية. وأقر السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا بالمفاجأة التي شكلها سقوط الأسد، داعياً إلى “نهج حذر” لـ”متابعة التطورات”.
وقال نيبينزيا: “أعتقد أن مجلس الأمن كان موحدًا إلى حد كبير بشأن الحاجة إلى الحفاظ على وحدة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين”.
ووصف نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة روبرت وود هذه اللحظة بأنها مهمة للشعب السوري، مؤكداً على ضرورة وجود حكم يحترم حقوق الإنسان. وقال: “نحن الآن نركز فعلاً على محاولة فهم الاتجاه الذي ستسلكه الأمور”.
وأكد السفير السوري قُصي ضحاك أن المؤسسات الحكومية والبعثات الدبلوماسية في الخارج ستظل تعمل خلال المرحلة الانتقالية. وقال ضحاك: “نحن الآن في انتظار الحكومة الجديدة، ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية”.
ودعا السفير الإيراني أمير سعيد إيرواني مجلس الأمن إلى إدانة الهجمات على المرافق الدبلوماسية الإيرانية في سوريا، وحث على اتخاذ تدابير لضمان سلامة البعثات الدبلوماسية.
وشدد السفير الصيني فو كونغ على أهمية عملية سياسية شاملة لمنع عدم الاستقرار وعودة الجماعات الإرهابية. وقال: “الوضع في سوريا يحتاج إلى الاستقرار”، مؤكدًا اهتمام الصين بـ”انتقال سلمي”.
وأكد الدبلوماسيون أنه لم تتم مناقشة مسألة إزالة “هيئة تحرير الشام” من قائمة العقوبات خلال الجلسة. ولا تزال الهيئة، التي تُعد لاعباً بارزاً في الحركة الثورية، مصنفة ضمن العقوبات الدولية رغم دورها القيادي في الإطاحة بالنظام.
ومن المتوقع أن يصدر المجلس بيانًا في الأيام المقبلة يعبر فيه عن موقفه الموحد بشأن وحدة الأراضي السورية واحتياجاتها الإنسانية والحكومة الانتقالية. ويواجه المجلس مهمة صعبة لدعم الاستقرار مع معالجة تعقيدات المشهد السياسي السوري المنقسم.
ومع استقرار الأوضاع في سوريا، قد تلعب قرارات مجلس الأمن دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل البلاد والاستجابة الدولية لإحدى أكثر التحولات دراماتيكية في تاريخ المنطقة الحديث.