
شارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابًا بمناسبة يوم حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أوجه التشابه بين الفظائع التي ارتكبت في ظل حكم بشار الأسد في سوريا وتلك التي ترتكبها القوات الروسية في أوكرانيا. وأكد زيلينسكي تضامن بلاده مع الشعب السوري وأدان التحالف بين الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا كلا القائدين بأنهما “شريكان في العنف”.
وقال زيلينسكي: “الأسد ‘الشجاع’ هرب إلى بوتين. إلى أين سيهرب بوتين؟”، في إشارة إلى لجوء الأسد إلى موسكو عقب انهيار نظامه.
وصف زيلينسكي حكم الأسد بأنه كان مليئًا بالعنف المستمر، مسلطًا الضوء على أهوال السجون السورية وغرف التعذيب التي كُشفت منذ مغادرة الأسد. وقال: “تعرض الرجال والنساء للضرب والتعذيب والاغتصاب”، مضيفًا: “آلاف وآلاف من الناس مروا عبر هذه المصانع للعنف”. وشبّه حكم الأسد بالممارسات الروسية في أوكرانيا، قائلاً: “هذا هو شكل كل الأنظمة المدعومة من بوتين”.
من خلال استعراض تجربة أوكرانيا مع الاحتلال الروسي، تحدث زيلينسكي عن الفظائع التي ارتكبت في الأراضي التي احتلتها موسكو، من شبه جزيرة القرم إلى دونباس وغيرها. وأشار إلى القمع المنهجي للمسلمين من تتار القرم وإقامة مراكز اعتقال وحشية مثل سجن “إزولياتسيا” السيئ السمعة.
وقال: “روسيا دولة سجون”، مشددًا على أنها “لا تستطيع السيطرة على الأراضي المسروقة إلا من خلال إنشاء سجون وغرف تعذيب هناك”. ومنذ فبراير 2022، عندما شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا، تفاقمت هذه الممارسات. وأضاف: “ازدادت الفظائع من حيث النطاق والوحشية”.
وأعرب زيلينسكي عن تعاطفه العميق مع السوريين الذين تم تحريرهم من سجون الأسد، قائلاً: “نحن كأوكرانيين نشعر بتأثر عميق عندما نرى السوريين يخرجون من غرف تعذيب الأسد”. وشدد على الترابط بين النضالات العالمية ضد الطغيان، مؤكداً أن ديكتاتوريين مثل الأسد يعتمدون على رعاة مثل بوتين للحفاظ على سلطتهم. وقال: “الأسد وبوتين أكثر من مجرد تابع وسيد. إنهما شركاء في العنف”.
وحذر زيلينسكي من أن بوتين قد يسعى للانتقام لسقوط الأسد، داعيًا المجتمع الدولي إلى الاتحاد ضد الأنظمة التي تنشر المعاناة والدمار. واعتبر أن مكافحة عدوان بوتين أمر محوري ليس فقط لأوكرانيا ولكن للعالم أجمع.
وقال: “من خلال مساعدة أوكرانيا في كفاحها ضد دكتاتورية بوتين، يساعد المجتمع الدولي العديد من المناطق الأخرى على استعادة الأمن والحماية من العنف”. واختتم بالدعوة إلى المحاسبة قائلاً: “بوتين والأسد هما من يستحقان السجن، وليس الأبرياء الذين سجنوهم لسنوات”.
خطاب زيلينسكي سلط الضوء على المصير المشترك للدول التي تواجه القمع، ولاقى صدى عميقًا لدى دعاة حقوق الإنسان. ومن خلال التأكيد على العلاقة المستمرة بين النضال السوري والأوكراني، ذكّر العالم بأهمية الوحدة في مواجهة الأنظمة الدكتاتورية التي تزدهر على القمع والعنف.