
تكثف الدول العربية جهودها الدبلوماسية لدعم الحكومة الانتقالية السورية (STG) في أعقاب سقوط نظام الأسد. وبرزت كل من الأردن والبحرين كلاعبين رئيسيين، حيث تقومان بتنسيق الجهود لتعزيز الوحدة، وإعادة بناء المؤسسات، وضمان سيادة سوريا.
أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن عمّان ستستضيف سلسلة من الاجتماعات العربية والدولية لمناقشة التطورات في سوريا. وتهدف هذه المناقشات، المسترشدة بقرار مجلس الأمن رقم 2254، إلى دعم عملية سياسية شاملة يقودها السوريون.
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يجري حاليًا اتصالات مكثفة مع نظرائه الإقليميين والغربيين، بما في ذلك مسؤولون من المغرب وعمان والبحرين والجزائر والكويت والنمسا. وشدد الصفدي على ضرورة إعادة بناء سوريا على أسس تحترم وحدتها وسيادتها وتلبي تطلعات شعبها.
كما ستعقد لجنة الاتصال العربية بشأن سوريا، التي تضم الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر وأمين عام الجامعة العربية، اجتماعًا في العقبة. وسيشمل هذا الاجتماع أيضًا وزراء خارجية الإمارات وقطر والبحرين، وممثلين عن تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وقال الصفدي: “الهدف هو تحقيق عملية انتقالية تعيد بناء مؤسسات الدولة السورية، وتحمي مواطنيها، وتضمن الاستقرار على المدى الطويل.”
من جهته، بعث ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة رسالة تضامن إلى أحمد الشرع، القائد العام لإدارة العمليات العسكرية، مؤكداً استعداد البحرين للتشاور مع سوريا وتقديم الدعم المستمر.
وفي رسالته، أشاد الملك حمد بسياسات إدارة الشؤون السياسية في الحكومة الانتقالية السورية، معرباً عن تقديره للجهود الرامية إلى الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها. وقال: “نثمن سياساتكم الحكيمة في الحفاظ على وحدة سوريا وتلبية تطلعات شعبها.” كما أكد الملك دور البحرين كرئيس للقمة العربية، معرباً عن أمله في إعادة دمج سوريا في الجامعة العربية.
من جانبها، أعلنت قطر عن خطط لإعادة فتح سفارتها في دمشق قريبًا، مع بدء الاستعدادات بالفعل. وأكدت وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطري مريم المسند التزام الدوحة بالمساعدات الإنسانية لسوريا.
وقالت المسند: “ستواصل قطر دعم الشعب السوري كجزء من واجبها الأخلاقي والإنساني.” ودعت إلى زيادة الجهود الدولية لضمان إيصال المساعدات المستدامة إلى جميع المناطق المتضررة في سوريا.
كما أفادت وزارة الخارجية القطرية بوصول رحلات مساعدات إنسانية إلى سوريا، حيث هبطت طائرة ثالثة تحمل 30 طنًا من الإمدادات الطبية ومستلزمات الإيواء في غازي عنتاب بتركيا لتوزيعها على المناطق السورية المحتاجة.
تعزز الدول العربية روابطها مع الحكومة الانتقالية السورية، مما يعكس تحولاً في الديناميات الإقليمية. وأعربت إدارة الشؤون السياسية في دمشق عن امتنانها لمصر والعراق والسعودية والإمارات والبحرين وعمان وإيطاليا لاستئناف البعثات الدبلوماسية في سوريا. كما أكد القسم أن الترتيبات جارية مع قطر وتركيا لإعادة فتح السفارات في دمشق.
تُبرز هذه التطورات الجهود الجماعية لتحقيق الاستقرار في سوريا، وإعادة بناء مؤسساتها، وإعادة دمجها في العالم العربي. ومع قيادة الأردن لهذه الجهود، تهدف الدول العربية إلى ضمان أن تكون عملية الانتقال في سوريا قائمة على العدالة واحترام السيادة.
وقال الصفدي: “حان الوقت للعمل الموحد لدعم إعادة إعمار سوريا ومصالحتها”، مشددًا على المسؤولية المشتركة للشركاء العرب والدوليين في تأمين مستقبل سوريا.