
وصل وفد سوري رفيع المستوى إلى الرياض هذا الأسبوع، في أول زيارة خارجية للإدارة السورية الجديدة منذ سقوط نظام بشار الأسد. تعكس الزيارة تعميق العلاقات بين الحكومة الانتقالية السورية والمملكة العربية السعودية، بينما يعمل البلدان على إعادة بناء العلاقات والتعاون من أجل تعافي سوريا.
ترأس الوفد السوري وزير الخارجية أسعد الشيباني، وضم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب. جاءت الزيارة بدعوة رسمية من وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان. ووصف الشيباني، في تغريدة عقب وصوله إلى الرياض، الزيارة بأنها “صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات السورية-السعودية”، مشيرًا إلى الروابط التاريخية بين البلدين.
الانخراط الدبلوماسي والدعم الاستراتيجي
خلال زيارة الوفد، التقى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مع المسؤولين السوريين لمناقشة الاستقرار الإقليمي وعملية الانتقال السياسي في سوريا. وقال بن سلمان في منشور على منصة “إكس”: “لقد حان الوقت لسوريا لتشهد مرحلة جديدة من الاستقرار والتقدم”.
كما ركزت المناقشات على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مع دعم تطلعات الشعب السوري. وأشاد وزير الدفاع السعودي بتحول الإدارة السورية نحو الاستقرار والتنمية، وهو موقف أيده القائد العام للحكومة الانتقالية السورية أحمد الشرع في مقابلة أجراها في ديسمبر مع قناة العربية.
المساعدات الإنسانية لسوريا
تزامنًا مع زيارة الوفد، كثفت السعودية دعمها الإنساني لسوريا. وصلت يوم الخميس الطائرة السعودية الثالثة للإغاثة، التي يديرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إلى مطار دمشق الدولي. وقد بدأ الجسر الجوي في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث تم تسليم أكثر من 56 طنًا من الإمدادات الطبية والغذائية والمأوى.
وأفادت وسائل إعلام سعودية، مثل صحيفة “الشرق الأوسط”، بأن “هذه المساعدات تعكس التزام السعودية بالوقوف مع الشعب السوري في هذا الوقت الحرج”. ومن المتوقع وصول شاحنات إضافية تحمل الوقود قريبًا لمعالجة أزمة الطاقة الحادة في سوريا، بعد توقف إمدادات النفط من إيران والعراق.
وأكد مستشار الديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة، عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، أن الجسر الإغاثي هو جزء من جهود السعودية الأوسع لدفع سوريا نحو “التعافي المبكر ثم إعادة الإعمار”.
عصر من التعاون
تأتي الزيارة بعد أقل من شهر من تولي الحكومة الانتقالية السورية السلطة، منهيةً عقودًا من حكم الأسد. وقد استضافت السعودية الأسد في قمم عربية عام 2023، لكنها منذ ذلك الحين حولت تركيزها لدعم الإدارة الجديدة.
وأشاد أحمد الشرع، في مقابلة سابقة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، بالرؤية التنموية الجريئة للمملكة، معربًا عن أمله في أن تستفيد سوريا من خبراتها الاقتصادية. وقال: “هناك العديد من التقاطعات مع ما نصبو إليه، سواء في التعاون الاقتصادي أو التنموي”.
تعزيز العلاقات السعودية-السورية
يمثل تعزيز العلاقات السورية-السعودية خطوة هامة في انتقال سوريا، حيث تلعب المملكة دورًا رئيسيًا في تعزيز الاستقرار والتنمية. ومع تعقيد عملية إعادة البناء، يمكن أن يكون دعم الحلفاء الإقليميين مثل السعودية حاسمًا في تشكيل مستقبل سوريا.