
كثفت المملكة العربية السعودية جهودها الإنسانية في سوريا، حيث أطلقت مبادرة إغاثية شاملة تشمل تقديم مساعدات جوية وبرية لدعم الشعب السوري في مساعيه لإعادة بناء البلاد. وتشمل الحملة متعددة الجوانب مساعدات طبية وغذائية وإيوائية، بالإضافة إلى تقييمات ميدانية لتلبية الاحتياجات الصحية الحرجة.
المساعدات الطبية والتقييمات
زار وفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، برفقة مسؤولين صحيين سوريين، مستشفيات في دمشق لتقييم البنية التحتية الصحية وتحديد الاحتياجات العاجلة. وجاءت هذه الزيارات بعد اجتماع الأسبوع الماضي بين ممثلي السعودية ووزير الصحة السوري، الدكتور ماهر الشرع، حيث أكد الطرفان أهمية إعطاء الأولوية للوصول العادل إلى الرعاية الصحية.
وأعرب الشرع عن امتنانه للمساهمات السعودية، قائلاً: “استجابة المملكة للنداء الإنساني محل تقدير كبير، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي نواجهها في القطاع الصحي، بما في ذلك إرث الفساد وسوء المهنية خلال النظام السابق.”
وأعلن الوفد عن خطط لدعم الإجراءات الطبية المتقدمة وإطلاق مشاريع صحية جديدة، بالإضافة إلى تنسيق تسليم معدات طبية ثقيلة، بما في ذلك أجهزة الرنين المغناطيسي والأشعة السينية وأجهزة التصوير المقطعي، عبر جسر إغاثي بري جديد من الأردن إلى سوريا.
جسور الإغاثة الجوية والبرية
بدأت الحملة الإنسانية السعودية بإطلاق جسر جوي في أوائل يناير، حيث يتم يومياً إرسال شحنات إلى مطار دمشق الدولي. وشملت أول رحلة إمدادات طبية ومواد غذائية وأساسيات للإيواء، مع استمرار الشحنات اللاحقة لدعم الجهود.
بالتزامن مع ذلك، أطلقت المملكة جسرًا بريًا لنقل المعدات الطبية الكبيرة ومئات الأطنان من المساعدات. يوم الاثنين، دخلت أول قافلة تضم 60 شاحنة إلى سوريا عبر معبر نصيب الحدودي، محملة بالمساعدات الغذائية والطبية والإيوائية. ووصف سامر الجطيلي، المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة، المبادرة بأنها: “فيضان من الحب والدعم سيغمر سوريا ويملأ قلوب شعبها بالدفء.” وتعد هذه القافلة جزءًا من خطة أكبر تشمل 800 شاحنة ستواصل تقديم الإمدادات لمساعدة السوريين على إعادة بناء حياتهم.
جلب الأمل
بالتزامن مع حملة المساعدات، أطلق مركز الملك سلمان برنامج الأمل التطوعي لتقديم خدمات طبية وإغاثية طارئة للسوريين. يمتد البرنامج من يناير 2025 إلى يناير 2026، ويشمل فرقًا متخصصة من الأطباء في مجالات عدة، مثل جراحة الأطفال، طب الأعصاب، الطب الباطني، تركيب الأطراف الصناعية، والدعم النفسي.
إرث الدعم
تعد المملكة العربية السعودية من أكبر مزودي المساعدات الإنسانية لسوريا منذ اندلاع الصراع في سوريا عام 2011. ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية، قدمت المملكة أكثر من 856 مليون دولار من المساعدات حتى أواخر عام 2024.
تؤكد الجهود الأخيرة التزام السعودية المستمر بالتخفيف من الأزمة الإنسانية في سوريا، مع التركيز على دعم الانتقال إلى الاستقرار. وقال الجطيلي: “هذه ليست مجرد مساعدات، بل رمز للعلاقة العميقة بين الشعبين السعودي والسوري.”