
أطلقت قوات الأمن التابعة للحكومة السورية الانتقالية (STG) عملية تمشيط شاملة في ريف اللاذقية بعد سلسلة من الهجمات الدامية التي نفذتها بقايا نظام الأسد المخلوع. تهدف العملية، التي تقودها إدارة الأمن العام بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية، إلى تحديد موقع الجماعات المسلحة المسؤولة عن الكمائن الأخيرة والتهديدات التي تطال المدنيين وتحيدها.
كمين قاتل في جبلة
يوم الاثنين، نصب بقايا النظام كميناً لسيارات تابعة لإدارة العمليات العسكرية في قرية عين شرقية بمنطقة جبلة. أسفر الهجوم عن مقتل عنصرين وإصابة آخرين، بالإضافة إلى اختطاف سبعة مقاتلين.
أدان المقدم مصطفى كنيفاتي، مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية، هذا الكمين، مشيراً إلى أن المهاجمين كانوا يستخدمون التضاريس الجبلية والمنازل المدنية في منطقة جبلة كغطاء.
وقال كنيفاتي: “لن نتساهل مع هؤلاء المجرمين. سنستعيد أسرانا، نحمي مدنيينا، ونطهر سوريا من هذه البقايا”.
عملية تحرير المقاتلين المختطفين
في هجوم مضاد، اكتشفت قوات إدارة الأمن العام معقل المجموعة المسؤولة عن الكمين. وخلال العملية، اشتبكت القوات مع أعضاء العصابة وتمكنت من تحرير المقاتلين المختطفين.
وأكد كنيفاتي أن قائد المجموعة، بسام حسام الدين، فجّر متفجرات في محاولة لإلحاق الضرر بالمختطفين أثناء المداهمة. وقال: “تحركت قواتنا بسرعة لتأمين المختطفين قبل انفجار القنابل، مما أدى إلى مقتل القائد”.
تم القبض على خمسة من أعضاء العصابة خلال العملية، مما وفر معلومات استخباراتية حاسمة للجهود المستمرة لتفكيك الخلايا المتبقية في المنطقة.
حملة أمنية واسعة النطاق
وسعت إدارة الأمن العام وإدارة العمليات العسكرية جهودهما في اللاذقية ومناطق أخرى. تستهدف هذه الحملات الجماعات المسلحة الموالية للنظام المخلوع التي ترفض الاستسلام أو نزع السلاح، بالإضافة إلى مكافحة الأنشطة الإجرامية مثل التهريب وتجارة المخدرات.
وفي مدينة بانياس المجاورة بمحافظة طرطوس، نفذت قوات الأمن عملية تمشيط للقبض على الموالين للنظام وتجار المخدرات. تأتي هذه العمليات بعد سلسلة هجمات استهدفت أهدافاً عسكرية ومدنية نفذتها بقايا نظام الأسد.
دعوة المدنيين للتعاون
مع تصاعد عمليات التمشيط، دعت السلطات الأمنية المدنيين إلى التعاون الكامل مع الجهات المختصة. وأكد متحدث أهمية الدعم الشعبي لضمان نجاح هذه الحملات.
بالإضافة إلى العمليات في اللاذقية، أفادت قوات الأمن بضبط مستودع يحتوي على متفجرات، بما في ذلك ألغام وقذائف صاروخية، في قرية أم حارتين غرب حمص.
تحديات مستمرة
على الرغم من تحرير المقاتلين المختطفين بنجاح، لا تزال التحديات الأمنية قائمة. حيث تداول النشطاء تسجيلاً صوتياً لبسام حسام الدين قبل وفاته يهدد فيه بقتل المختطفين ويطالب بوقف عمليات الحكومة الانتقالية في جبلة.
تبقى الحكومة السورية الانتقالية مصممة على جهودها لاستعادة الاستقرار. وأكد المقدم كنيفاتي التزام الحكومة قائلاً: “نحن ملتزمون بحماية شعبنا والقضاء على هذه التهديدات لضمان مستقبل سلمي لسوريا”.
نظرة مستقبلية
بينما تواصل الحكومة الانتقالية عملياتها الأمنية، تظل عازمة على مواجهة بقايا نظام الأسد وضمان سلامة المدنيين. تمثل الحملات المستمرة خطوة حاسمة نحو إعادة بناء الثقة في المؤسسات الأمنية السورية وتمهيد الطريق لدولة مستقرة وموحدة.