
أعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري أن الحدث المنتظر بشدة سيعقد في 24-25 فبراير 2025، بجدول أعمال يمتد ليومين يهدف إلى تعزيز الحوار ومعالجة القضايا الوطنية الرئيسية. يأتي المؤتمر بعد أشهر من الاجتماعات التحضيرية في مختلف محافظات سوريا، حيث تم إشراك 4000 مواطن لضمان تمثيل مجتمعي واسع. ومن المتوقع أن يشارك حوالي 600 شخص من جميع أنحاء البلاد، موزعين على مجموعات عمل تركز على مواضيع متنوعة.
الدغيم: اهتمام كبير بالعدالة الانتقالية والإصلاح
صرّح حسن الدغيم، المتحدث الرسمي باسم اللجنة، أن مساهمات المواطنين شكلت أولويات الحوار، حيث برزت قضايا العدالة الانتقالية، وإصلاح الحوكمة، والتعافي الاقتصادي كأهم المهمات.
وقال دغيم: “لاحظنا روحاً وطنية قوية ورغبة في إنجاح المرحلة الانتقالية. لقد تم تبني الحوار كوسيلة لحل القضايا الوطنية”.
ومع ذلك، أقر بوجود تباين في الأولويات المحلية، خاصة فيما يتعلق بجهود إعادة الإعمار ونطاق قوانين العزل السياسي.
المؤتمر يسعى لتعزيز الهوية الوطنية الشاملة
أكد ماهر علّوش، رئيس اللجنة التحضيرية، أن سوريا تمر بلحظة حاسمة تتطلب مسؤولية جماعية لإيجاد حلول للتحديات الملحّة.
وقال علّوش، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء العربية السورية (سانا): “الشعب السوري افتقد فرصة حقيقية للحوار المباشر منذ 75 عاماً. هذا المؤتمر هو فرصة تاريخية لتجاوز الماضي والمساهمة في بناء مستقبل البلاد على أسس متينة”.
وشدد على أن الهدف الأساسي من الحوار هو بناء دولة قائمة على العدالة والحرية والمساواة، مشيراً إلى أن الاجتماعات التحضيرية ستستمر في إعداد أوراق عمل تعكس وجهات نظر جميع المشاركين.
جدول أعمال المؤتمر
من المقرر أن يبدأ مؤتمر الحوار الوطني السوري اليوم، 24 فبراير، بجلسة ترحيب وتسجيل المشاركين في الساعة 5 مساءً، تليها عشاء تعارفي في الساعة 8 مساءً. أما اليوم الثاني، 25 فبراير، فسيشهد النقاشات الأساسية، بدءاً بخطاب افتتاحي في الساعة 9:30 صباحاً، تليه جلسات عمل لست مجموعات رئيسية هي:
- العدالة الانتقالية
- بناء الدستور
- الإصلاح المؤسسي والتنمية
- الحريات الشخصية والحقوق الفردية والحياة الإنسانية
- دور منظمات المجتمع المدني
- المبادئ الاقتصادية
وسيُعقد اجتماع عام في الجلسة الختامية عند الساعة 5 مساءً، يتضمن مناقشات وقراءة البيان الختامي مع تقديم كلمات ختامية.
مستقبل مؤتمر الحوار الوطني
عقدت اللجنة اجتماعات تحضيرية في عدة محافظات، منها حمص، حماة، إدلب، اللاذقية، طرطوس، السويداء، درعا، دير الزور، الحسكة، والرقة، بهدف استيعاب وجهات نظر متنوعة قبل الحدث الرئيسي.
ورغم وجود بعض الجدل حول المشاركة، يُنظر إلى المؤتمر المقبل كخطوة حاسمة نحو تشكيل المستقبل السياسي والاقتصادي لسوريا. ومع ذلك، يبقى تحقيق توافق حقيقي موضع ترقب.