
تتواصل الاشتباكات بين القوات الحكومية السورية وبقايا عناصر النظام السابق الذي أُطيح به، مما أدى إلى تصاعد العنف في اللاذقية، حيث تم الإبلاغ عن كمائن مميتة، وهجمات مستهدِفةً قوات الأمن، وتحرك تعزيزات عسكرية واسعة النطاق إلى المنطقة. وأسفرت هذه المواجهات عن وقوع العديد من الضحايا، وسط اتهامات بعمليات تخريب متعمدة، بما في ذلك إشعال حرائق غابات واسعة على طول الساحل السوري.
القوات الأمنية تحت النيران
وفقًا لمصدر أمني في اللاذقية، قامت جماعات مسلحة مرتبطة ببقايا ميليشيات النظام السابق بنصب كمين لعناصر ووسائل نقل تابعة لوزارة الدفاع بالقرب من بلدة بيت عانا، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخرين. كما استهدفت المهاجمون سيارات الإسعاف التي حاولت إجلاء الجرحى، قبل أن ينسحبوا إلى داخل بيت عانا ويشنوا هجمات إضافية على التعزيزات الحكومية.
وقال المصدر لوكالة الأنباء الرسمية “سانا”: “ستتخذ قواتنا كل الإجراءات اللازمة لمحاسبة هؤلاء المجرمين والضرب بيد من حديد على كل من يهدد أمن سوريا”.
وفي حادث منفصل، قُتل وئام خضور، قائد ميليشيا “درع الساحل”، خلال اشتباكات مع قوات الأمن الداخلي في حي الدعتور باللاذقية. وتتهم هذه الجماعة، التي تتكون من موالين سابقين للنظام، بتنفيذ هجمات ضد أفراد الأمن.
وأكد مدير أمن محافظة اللاذقية فرض طوق أمني حول بلدتي بيت عانا ودالية لاحتواء التهديد المسلح، مضيفًا: “هذه الجماعات المسلحة كانت مرتبطة بمجرم الحرب سهيل الحسن، الذي ارتكب مجازر بشعة بحق الشعب السوري”.
نشر تعزيزات عسكرية
وسط تصاعد العنف، أعلنت وزارة الدفاع عن نشر تعزيزات عسكرية كبيرة في منطقة جبلة وريفها لدعم قوات الأمن العام في محاولاتها لاستعادة السيطرة على المناطق المتنازع عليها.
إصابة صحفي خلال الاشتباكات
وفي خضم الفوضى، أصيب الصحفي رياض الحسين، مراسل قناة الجزيرة، أثناء تغطيته للاشتباكات في ريف اللاذقية. ولا تزال حالته الصحية غير معروفة، لكن هذا الحادث يثير المخاوف بشأن المخاطر التي يواجهها الصحفيون أثناء تغطيتهم للأحداث في هذه المنطقة المتوترة.
تشكل هذه التطورات تحديًا كبيرًا للحكومة السورية، التي تكافح لترسيخ سيطرتها بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر. ومع استمرار الهجمات من بقايا النظام والاتهامات بعمليات تخريب متعمدة، تبقى الأوضاع في اللاذقية شديدة الاضطراب.