
أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع عن تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الهجمات الأخيرة التي استهدفت المدنيين وقوات الأمن على الساحل السوري. وفي خطاب ألقاه مساء الأحد، تعهد الشرع بمحاسبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات، بمن فيهم فلول نظام الأسد المخلوع.
الحكومة تطلق تحقيقًا وسط الاضطرابات
بعد الهجمات المنسقة على نقاط التفتيش الأمنية والمؤسسات العامة والمستشفيات في طرطوس واللاذقية، أمر الشرع بتشكيل لجنة تقصي حقائق تتألف من خبراء قانونيين ومسؤولين كبار. وستعمل اللجنة على التحقيق في الهجمات وضمان تقديم المسؤولين إلى العدالة.
وقال الشرع: “المخاطر التي نواجهها اليوم ليست مجرد تهديدات عابرة، بل هي نتيجة لمحاولات انتهازية من قوى تسعى إلى ،عزعة الاستقرار وتدمير ما تبقى من وطننا الحبيب”. وأضاف: “لن نتسامح مع فلول الأسد الذين هاجموا قوات جيشنا، وأرهبوا المدنيين، ونشروا الفوضى في المناطق الآمنة”. كما أعلن عن تشكيل لجنة عليا لحفظ السلم الأهلي، ستعمل بشكل مباشر مع المجتمعات المحلية لتعزيز الأمن.
الخسائر والمساءلة
أسفرت الاشتباكات التي أعقبت حملة إرهابية شنها موالون لنظام الأسد عن مئات القتلى، بينهم عناصر أمن ومدنيون. كما ظهرت تقارير تتهم بعض الفصائل الداعمة لجهود الأمن بارتكاب انتهاكات.
وشدد الشرع على أن القانون سيلاحق المسؤولين عن هذه الجرائم، مؤكدًا أنه لن يتم التسامح مع أي تجاوزات أو سوء معاملة للمعتقلين. وأضاف: “لن يكون أحد فوق القانون، وكل من تلطخت يداه بدماء السوريين سيواجه العدالة عاجلًا غير آجل”. من جانبه، أكد ساجد لله الديك، مسؤول في وزارة الداخلية، التزام الحكومة بالمساءلة، مشيرًا إلى أن هيئات الرقابة ستفتح تحقيقًا في أي انتهاكات يتم الإبلاغ عنها.
دعوات للشفافية
دعت الصحفية هنادي زحلوط، التي فقدت ثلاثة من أفراد أسرتها في هذه الهجمات، إلى تعزيز الشفافية واتخاذ إجراءات أمنية أكثر فاعلية. وكشفت عن اتصال الرئيس أحمد الشرع بها، معربًا عن تعازيه ومؤكدًا لها التزام الحكومة بتحقيق العدالة. وأبلغها خلال المكالمة عن تشكيل لجنة التحقيق.
في وقت لاحق، أكدت زحلوط أن الأدلة المتعلقة بالهجمات تم نقلها إلى إدارة الأمن العام. وقالت لقناة العربية: “على السلطات أن تأخذ مطالب الشعب على محمل الجد، وتضمن عدم تكرار مثل هذه الجرائم”.
استعادة الاستقرار
مع دخول العمليات العسكرية مرحلتها الثانية، تعمل القوات الحكومية على تأمين المناطق الريفية والجبلية لمنع تصاعد العنف. وأكد الشرع للسوريين أن النظام سيُستعاد بالكامل، ولن يتم التراجع عن التقدم الذي أحرزته البلاد.
وقال: “سوريا ماضية إلى الأمام ولن تخطو خطوة واحدة إلى الوراء. ثقوا أن هذا الوطن سيظل تحت حماية الله ورعايته”.