
تصاعدت التوترات بين سوريا ولبنان بعد أن نفذ مقاتلو حزب الله كمينًا أدى إلى اختطاف وقتل ثلاثة جنود سوريين بالقرب من الحدود، وفقًا لوزارة الدفاع السورية. وقع الحادث بالقرب من سد زيتا غرب حمص، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحي حزب الله، شملت قصفًا واسع النطاق وتعزيزات عسكرية في المنطقة الحدودية.
اتهام حزب الله بشن هجوم عبر الحدود
أفادت وزارة الدفاع السورية أن مجموعة تابعة لحزب الله نصبت كمينًا لثلاثة جنود من الفرقة 103 في الجيش السوري، قبل اقتيادهم إلى الأراضي اللبنانية، حيث تم قتلهم. وفي وقت لاحق، نقل الجيش اللبناني جثثهم إلى السلطات السورية عبر معبر جوسيه الحدودي بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني.
وانتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُزعم أنه يُظهر مقاتلًا من حزب الله يوثق لحظة رجم جندي سوري أسير حتى الموت، مما أثار غضبًا واسعًا في دمشق. وردًا على ذلك، شنت القوات السورية ضربات مدفعية على مواقع لحزب الله على طول الحدود، بما في ذلك بلدة القصر اللبنانية.
نفى حزب الله تورطه في الحادث، وأصدر بيانًا أكد فيه أنه “لا علاقة له بأي أحداث تجري داخل الأراضي السورية”. ومع ذلك، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية، نقلاً عن مصادر أمنية، أن حزب الله هو المسؤول عن الهجوم.
اشتباكات متصاعدة وتعزيزات عسكرية
يأتي هذا الحادث في ظل تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة. ففي فبراير الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومجموعات تهريب مرتبطة بحزب الله وعشائر لبنانية تعمل على الحدود. واستخدمت الأسلحة الثقيلة خلال القتال، مما أسفر عن سيطرة سوريا على عدة قرى في ريف القصير، بما في ذلك عكوم، بلوزة، زيتا، هيت، وبويت.
وبعد حادثة القتل الأخيرة، نشرت وزارة الدفاع السورية قوات إضافية على الحدود، متعهدة بـ”اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة” للرد. ومنذ ذلك الحين، شنت القوات السورية سلسلة من الضربات المدفعية التي استهدفت مواقع حزب الله، وسط تقارير عن تنسيق مع الجيش اللبناني لتأمين المعابر الحدودية.
نزوح مدني وسط القصف المتبادل عبر الحدود
أثار التصعيد مخاوف من حدوث مزيد من عدم الاستقرار على الحدود. وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن عدة صواريخ مصدرها سوريا أصابت بلدة القصر اللبنانية يوم الأحد، دون وقوع إصابات مؤكدة. في الوقت نفسه، تُظهر مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت تبادلًا لإطلاق الصواريخ بين القوات السورية ومقاتلي حزب الله.
ومع استمرار الاشتباكات، بدأ سكان البلدات الحدودية بالفرار نحو منطقة الهرمل اللبنانية خوفًا من تصاعد العنف. وبينما شددت السلطات السورية واللبنانية على ضرورة تعزيز التنسيق الأمني، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت التوترات ستهدأ أو ستؤدي إلى مزيد من المواجهات العسكرية.