
اندلعت أعمال عنف في ريف القصير بعد أن اتهم الجيش السوري حزب الله باختطاف وإعدام ثلاثة من جنوده. بينما تؤكد وسائل الإعلام اللبنانية أن الجنود دخلوا الأراضي اللبنانية وقتلوا في مواجهة، يرفض الجيش السوري هذه الرواية، ويصر على أن الجنود اختطفوا من داخل الأراضي السورية وأعدموا داخل لبنان.
تظهر مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أدلة تدعم المزاعم السورية، حيث تعرض الجنود المختطفون لهجوم، ويقال إن أحدهم رُجم بالحجارة حتى فارق الحياة. وتم تسليم جثثهم لاحقًا إلى السلطات السورية عند معبر جوسيه الحدودي تحت إشراف عسكري عبر الصليب الأحمر اللبناني.
هجمات على الصحفيين وسط الاشتباكات
تصاعدت الاشتباكات بين الجيش السوري وحزب الله بعد الحادث، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار. وأفادت التقارير أن الجيش السوري نفذ عمليات لإبعاد مقاتلي حزب الله عن المناطق الحدودية، مستهدفًا بشكل خاص قرية حوش السيد علي، التي تقول سوريا إن حزب الله يستخدمها كقاعدة للتهريب وتجارة المخدرات.
كما أدانت وزارة الإعلام السورية استهداف حزب الله لمجموعة من الصحفيين بصواريخ موجهة أثناء تغطيتهم للأحداث قرب الحدود السورية-اللبنانية. ووصفت الوزارة الهجوم بأنه “انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية التي تضمن حماية الصحفيين”، داعية الحكومة اللبنانية إلى محاسبة المسؤولين عنه. وزاد هذا الحادث من تفاقم التوترات المتصاعدة بين سوريا وحزب الله على الحدود.
التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
وسط تصاعد العنف، توصلت سوريا ولبنان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يهدف إلى تهدئة الأوضاع. وذكرت وزارة الدفاع السورية أن المحادثات مع المسؤولين اللبنانيين أسفرت عن التزام بتعزيز التنسيق لمنع وقوع المزيد من الاشتباكات.
وعقد وزير الدفاع اللبناني ونظيره السوري محادثات، اتفقا خلالها على الحفاظ على التواصل بين مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمخابرات السورية. كما التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره اللبناني يوسف راجي في بروكسل لتأكيد الالتزام بأمن الحدود وخفض التصعيد.
ورغم وقف إطلاق النار، لا تزال التوترات مرتفعة، حيث عزز الجيش اللبناني وجوده على الحدود بعد تقارير عن قصف من القوات السورية. كما أفادت السلطات اللبنانية بسقوط صواريخ في بلدة القصر، يُعتقد أنها أطلقت من محافظة حمص السورية.
التداعيات الأوسع واستقرار المنطقة
يتزامن الصراع على الحدود السورية-اللبنانية مع حالة عدم الاستقرار الإقليمي الأوسع. تحاول الحكومة السورية إعادة السيطرة على المعابر الحدودية التي استخدمها نظام الأسد وحلفاؤه الإيرانيون، مثل حزب الله، في أنشطة غير مشروعة، بما في ذلك تهريب الأسلحة والمخدرات. في المقابل، يثير تزايد وجود حزب الله في المنطقة مخاوف من مواجهات أخرى. ومع انتشار القوات السورية واللبنانية على الحدود، لا تزال الأوضاع متوترة، ويبقى خطر اندلاع أعمال عنف جديدة قائمًا رغم الجهود الدبلوماسية للحفاظ على الاستقرار.