
رغم التغيرات السياسية الأخيرة، لا تزال سوريا غير مستعدة لعودة اللاجئين على نطاق واسع، وفقًا لبيان مشترك صادر عن منظمات غير حكومية. ومع احتياج 16.7 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية ونزوح ما يقارب سبعة ملايين داخليًا، فإن العودة المبكرة قد تزيد من حالة عدم الاستقرار.
منظمات الإغاثة تحذر: سوريا غير مهيأة لعودة اللاجئين
سلّط البيان الأخير الضوء على التحديات الرئيسية، بما في ذلك القضايا القانونية والأمنية التي تواجه اللاجئين العائدين. يفتقر العديد منهم إلى الوثائق المدنية والسكنية، مما يعرضهم لخطر النزوح القسري مرة أخرى. كما تهدد الذخائر غير المنفجرة نحو 65% من السكان في سوريا.
وكشف مسح أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) أن ربع اللاجئين السوريين في البلدان المضيفة يعتزمون العودة خلال عام، لكن 55% منهم يعبرون عن مخاوف أمنية. وحثّت المنظمات غير الحكومية الحكومات المانحة على مواصلة دعم اللاجئين والاستثمار في تحسين ظروف المعيشة داخل سوريا لضمان عودة آمنة وطوعية.
دعوات لتخفيف العقوبات على سوريا
في واشنطن، دعا أعضاء الكونغرس إليزابيث وارن وجو ويلسون الحكومة الأمريكية إلى تخفيف العقوبات على سوريا، مشيرين إلى أن القيود المفروضة منذ أكثر من عقد أصبحت غير ملائمة. وفي رسالة إلى كبار المسؤولين، حذروا من أن استمرار العقوبات الاقتصادية الواسعة قد يعيق جهود إعادة الإعمار ويدفع السوريين نحو شبكات غير مشروعة.
وأكدت الرسالة أن تخفيف العقوبات يمكن أن يحدّ من النفوذ الروسي والإيراني في سوريا، مع تحسين الظروف الإنسانية. وقد أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية بالفعل إعفاءات محدودة من العقوبات لتسهيل المساعدات الإنسانية، لكن تخفيف العقوبات بشكل أوسع لا يزال غير مؤكد.
وفي الوقت نفسه، علّق الاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على قطاعي النفط والنقل في سوريا، ورفع القيود عن عدة مؤسسات مالية، بما في ذلك البنك المركزي السوري. ويعكس هذا القرار نقاشًا دوليًا متزايدًا حول ضرورة مراجعة التدابير الاقتصادية لدعم التعافي بعد الحرب.
نقص التمويل مع تفاقم الأزمة
حذّرت الأمم المتحدة من أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، واستمرار الصراع، ونقص التمويل تعيق الجهود الإنسانية في سوريا. ووصف آدم عبد المولى، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية، البلاد بأنها عند “منعطف حرج”، لكنه أشار إلى أن 14 عامًا من الحرب جعلت منها واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
منذ ديسمبر، عاد حوالي 1.2 مليون نازح سوري إلى منازلهم، وتتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) عودة ما يصل إلى 3.5 مليون شخص في عام 2025. ومع ذلك، فإن استمرار الأعمال العدائية في شمال وجنوب سوريا، إلى جانب محدودية الوصول إلى المساعدات، يزيد من تعقيد جهود إعادة الاندماج.
يمثل نقص التمويل تحديًا عاجلًا. حيث لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024 سوى بنسبة 35.6%، فيما لم يتم تأمين سوى 11.7% من الأموال المطلوبة في الربع الأول من العام. وشدد عبد المولى على الحاجة إلى استثمارات عاجلة، محذرًا من أنه بدون موارد إضافية، سيظل الملايين في أزمة.
ومع دخول سوريا مرحلة انتقالية حساسة، تبقى الأوضاع الإنسانية هشة، مما يتطلب استمرار المشاركة الدولية وإجراء تعديلات في السياسات لدعم الاستقرار طويل الأمد.