
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الجولان السوري المحتل، محذرة من تصاعد النشاط الاستيطاني، ومصادرة الأراضي، والتغيرات الديموغرافية في المنطقة. ووفقًا لتقرير قدّمه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى مجلس حقوق الإنسان، فإن إسرائيل تجاهلت القرارات الدولية، بما في ذلك القرار 55/31 للجمعية العامة وقرار مجلس الأمن 497، اللذين يؤكدان أن فرض قوانينها في الجولان لاغٍ وباطل.
تقرير الأمم المتحدة: انتهاكات في الجولان المحتل
من بين المخاوف التي حددها التقرير، إنشاء مشروع طاقة الرياح الذي يغطي 6,000 دونم، رغم المعارضة المحلية. ويهدد هذا المشروع الزراعة، ويؤدي إلى تهجير السكان، ويزيد من القيود المفروضة على الإسكان، خاصة في بلدة مجدل شمس. كما اتهم التقرير إسرائيل بمحاولة فرض الجنسية الإسرائيلية على السكان السوريين، وفرض قيود على التعليم، وتنفيذ نظام صحي غير عادل يفرض تكاليف باهظة على المجتمعات السورية.
وأدان ممثل سوريا في مجلس حقوق الإنسان هذه السياسات، واصفًا إياها بالتمييز الممنهج والاستغلال غير القانوني للموارد الطبيعية. كما أعربت المجموعة العربية في مجلس الأمن عن مخاوفها، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف الإجراءات الإسرائيلية. وأكد السفير الأردني لدى الأمم المتحدة، محمود الحمود، أن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي السورية يعد انتهاكًا للقانون الدولي واتفاقية الهدنة لعام 1974.
الهجمات الإسرائيلية والاحتلال مستمر
تصاعدت التوترات في الأسابيع الأخيرة مع زيادة العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل سوريا. وأفادت الحكومة السورية ومصادر محلية بتنفيذ عدة غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة، من بينها دمشق وحمص ودرعا.
مساء السبت، شنت طائرات يُشتبه في أنها إسرائيلية غارة على بلدة نجها بريف دمشق، مستهدفة منشآت عسكرية. ونفت تل أبيب تورطها في الهجوم، وفقًا لإذاعة الجيش الإسرائيلي. وقبل ذلك بيوم، نفذت الطائرات الإسرائيلية ضربات جوية على منطقة تدمر في ريف حمص الشرقي، مستهدفة مطار التيفور العسكري وبرج تحكم ومستودع أسلحة. وأُصيب اثنان من عناصر وزارة الدفاع السورية. وأكدت إسرائيل لاحقًا تنفيذ الضربات، لكنها وصفتها بأنها استهدفت “قدرات عسكرية استراتيجية”.
كما شهدت المنطقة الجنوبية تصعيدًا في التوغلات الإسرائيلية. ففي حوض اليرموك غرب درعا، أطلقت القوات الإسرائيلية قذائف مدفعية على الطرق المدنية قبل تنفيذ عمليات تفتيش للمنازل. وتشير التقارير إلى أن طائرات استطلاع حلقت لفترات طويلة فوق درعا والقنيطرة، مما أثار مخاوف من عمليات عسكرية إضافية.
دعوات دولية للمحاسبة
أدانت جامعة الدول العربية وعدة دول في الشرق الأوسط بشدة التحركات الإسرائيلية الأخيرة. وشجبت كل من الكويت والإمارات ومصر قصف درعا، الذي أسفر عن سقوط 22 ضحية مدنية. وردًا على ذلك، دعا الرئيس السوري أحمد الشرع الدول العربية إلى التوحد ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية، مؤكدًا التزام سوريا باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
ويُعزى تصاعد الهجمات الإسرائيلية إلى محاولات إضعاف البنية العسكرية السورية بعد سقوط نظام الأسد. وقد وسّعت إسرائيل قواعدها العسكرية على طول محور جبل الشيخ – حوض اليرموك، وزودتها بالبنية التحتية والطرق المؤدية إلى الحدود السورية.
ومع استمرار التصعيد، تواصل الهيئات الدولية الدعوة إلى وقف الأنشطة العسكرية الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. ومع ذلك، وفي ظل غياب تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، لا يبدو أن النزاع سيتراجع في المستقبل القريب.