
كثّفت قوات الأمن السورية عملياتها ضد فلول نظام الأسد المُطاح به وخلايا داعش في سلسلة من الاعتقالات ومصادرة الأسلحة في عدة محافظات. وتقول السلطات إن هذه الجهود تهدف إلى الحد من نفوذ الجماعات المسلحة واستقرار البلاد بعد سقوط النظام في ديسمبر.
اعتقالات بارزة ومداهمات أمنية
في دمشق، اعتقلت قوات الأمن بشار محفوظ، وهو قائد سابق في الفرقة 25 سيئة السمعة، التي كان يقودها سهيل الحسن، المعروف بلقب “النمر”. ويواجه محفوظ، مع شريكه خالد عثمان، تهماً بارتكاب جرائم حرب والاختطاف والسرقة المسلحة. وأكدت وزارة الداخلية أنه سيتم محاكمتهما.
وفي دير الزور، اعتقلت إدارة الأمن العام اللواء عبد الكريم أحمد الحمادة، وهو مقرب من ماهر الأسد شقيق الرئيس المخلوع، حيث كان مسؤولاً عن التنسيق بين ضباط النظام السابق والحرس الثوري الإيراني. وتقول المصادر الأمنية إن اعتقاله يأتي في إطار الجهود المستمرة لتفكيك الشبكات المرتبطة بالنظام السابق.
وامتدت الحملة إلى محافظة إدلب، حيث شنت قوات الأمن حملة واسعة في خان شيخون وجسر الشغور، أسفرت عن اعتقال العديد من الفارين ومصادرة كميات من الأسلحة. وأفادت إدارة الأمن العام أن هذه المداهمات استهدفت أفراداً رفضوا تسليم أنفسهم ضمن برنامج المصالحة الذي أطلقته الحكومة.
مصادرة أسلحة لإحباط هجمات مخطط لها
كما اعترضت السلطات عدة شحنات أسلحة كانت موجهة لأنصار النظام السابق. ففي درعا، ضبطت قوات الأمن أسلحة متطورة خلال عملية أمنية، واعتقلت شخصين مرتبطين بشبكات تهريب. وفي حمص، عثرت السلطات على مخبأ للأسلحة داخل بئر في بلدة مادبا، كانت معدةً لاستخدامها في هجمات ضد القوات الحكومية.
وأعلنت وزارة الداخلية عن ضبط عدد كبير من الأسلحة في القرداحة، حيث قامت بقايا النظام المُطاح به بتخزين صواريخ وقذائف هاون ودبابات. كما تم تسليم أسلحة خفيفة طوعاً من قبل وجهاء القرى في جبلة، في إطار الجهود الرامية إلى توحيد السيطرة على السلاح تحت سلطة الدولة.
ويعتقد المسؤولون الأمنيون أن هذه المخزونات تركها النظام قبل انهياره، ويجري استخدامها الآن لشن هجمات تمردية. وكان أحد أعنف هذه الهجمات قد وقع في وقت سابق من هذا الشهر عندما شن موالون للنظام هجوماً منسقاً على منشآت عسكرية وحكومية في الساحل السوري، ما أسفر عن مئات الضحايا.
استهداف خلايا داعش في دير الزور
بينما تلاحق قوات الأمن فلول النظام، فقد خاضت أيضاً مواجهات مع مسلحي داعش. وأسفرت عملية حديثة في البوكمال عن مقتل حمزة السليمان، أحد قيادات داعش، خلال اشتباك مع القوات الحكومية. وقُتل في العملية مسؤول القوة التنفيذية بإدارة الأمن العام في المنطقة، محمد يوسف المهنا، وهو أول اشتباك كبير بين قوات الأمن الحكومية الجديدة وتنظيم داعش منذ سقوط النظام السابق.
تعزيز الأمن في سوريا الانتقالية
تؤكد السلطات السورية أن محاربة العناصر الخارجة عن القانون لا تزال أولوية. وقال المقدم عمر علي الأيهم: “سنظل يقظين في الحفاظ على الأمن في جميع أنحاء سوريا، ومن ارتكب جرائم بحق شعبنا سيواجه العدالة”.