
قام الرئيس السوري أحمد الشرع رسميًا بتعيين الشيخ أسامة الرفاعي مفتيًا عامًا للجمهورية العربية السورية، خلال مراسم أقيمت في قصر الشعب بدمشق. وشهد الحدث أيضًا الإعلان عن تشكيل “المجلس الأعلى للإفتاء”، وهو هيئة جديدة ستتولى مهمة الإشراف على إصدار وتنفيذ الفتاوى الدينية. وقد تم تعيين أعضاء المجلس من قبل مكتب الرئاسة، ويتكون من 15 عالمًا تم اختيارهم بناءً على خبراتهم في الفقه الإسلامي.
المرسوم الرئاسي ومسؤوليات المجلس
أكد مرسومٌ صادر عن الرئاسة تشكيل المجلس الأعلى للإفتاء، محددًا دوره ومسؤولياته. وسيترأس المجلس الشيخ أسامة الرفاعي، ويضم في عضويته علماء بارزين، من بينهم الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي، الشيخ الدكتور محمد أبو الخير شكري، الشيخ محمد نعيم العرقسوسي، الشيخ الدكتور عبد الفتاح البزم، الشيخ الدكتور خير الله طالب، الشيخ الدكتور مظهر الويس، الشيخ عبد الرحيم عطون، الشيخ الدكتور أنس عيروط، الشيخ الدكتور إبراهيم شاشو، الشيخ الدكتور إبراهيم الحسون، الشيخ سهل جنيد، الشيخ علاء الدين قصار، والشيخ محمد وهبي سليمان.
وقد أُوكل إلى المجلس إصدار الفتاوى المتعلقة بالقضايا المعاصرة، والنظر في القضايا التي تُحال إليه، وتعيين القضاة الشرعيين في المناطق، والإشراف على مكاتب الإفتاء في أنحاء البلاد. وستُتخذ القرارات بالأغلبية، وفي حالة التعادل سيكون للرئيس صوت مرجّح. كما يتحمّل المجلس مسؤولية تنظيم الخطاب الديني في سوريا.
كلمة الرئيس الشّرع
خلال الإعلان، ألقى الرئيس أحمد الشّرع كلمةً أكد فيها على الدور التاريخي لبلاد الشام في مجال العلم الديني والحاجة إلى إعادة بناء المؤسسات الدينية السورية. وقال: “لطالما كانت بلاد الشام منبرًا للعلم والحضارة والدعوة، ومنها انطلقت الخيرات إلى الأمة جمعاء. حتى وقعت سوريا في أيدي عصابة فاسدة، فبرز الشر وانتشرت الفتنة، وسُعِي إلى تدمير سوريا حجرًا حجرًا.”
وأشار إلى أهمية إعادة إحياء منصب المفتي العام وضمان أن تُصدر الفتاوى بشكل جماعي. وأضاف: “يجب أن تصبح عملية إصدار الفتاوى مسؤولية جماعية، من خلال تشكيل مجلس أعلى للإفتاء تُصدر الفتاوى بعد بحثٍ وتدقيقٍ بالغين.”
كما شدّد الرئيس على دور المجلس في تعزيز الخطاب الديني المعتدل وترسيخ الوحدة. وقال: “يسعى مجلس الإفتاء إلى تنظيم خطاب ديني معتدل، يجمع بين الأصالة والمعاصرة مع الحفاظ على الهوية، وحلّ النزاعات التي تؤدي إلى الفرقة، وإغلاق أبواب الشر والخلاف.”
إعادة هيكلة المؤسسات الدينية السورية
يرى محللون أن هذه الخطوة قد تعيد تشكيل الخطاب الديني السائد في البلاد، ليعكس بشكلٍ أفضل الواقع الديني المعاصر. واختتم الرئيس الشّرع كلمته بالتعبير عن أمله في مستقبل سوريا، قائلاً: “أسأل الله العظيم في هذا الشهر المبارك أن يعيننا على إعادة بناء سوريا الحبيبة، دولةً عادلةً، رحيمةً، قويةً، وأمينة، توفر العزة والكرامة لشعبها.”