
ترأس الرئيس السوري أحمد الشرع أول اجتماع للحكومة الجديدة يوم الإثنين، واضعاً جدول أعمال طموح يركّز على إعادة الإعمار، وإنعاش الاقتصاد، والوحدة الوطنية. جاء الاجتماع بعد أكثر من أسبوع بقليل على إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية في 30 مارس.
الرئيس الشرع يضع إعادة الإعمار والسلم الأهلي في صدارة الأولويات
بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، شدّد الشرع على ضرورة إعادة بناء البنية التحتية والنظام المالي اللذين تضرّرا بشكل كبير في ظل النظام السابق برئاسة بشار الأسد. ودعا إلى تخطيط عمراني استراتيجي يحافظ على الهوية الثقافية السورية، وأكد على أهمية التحول الرقمي وسرعة تنفيذ خطط الإصلاح.
وقال الشرع: “يجب أن يكون التكامل بين الوزارات قائماً على تلبية احتياجات المواطنين، وتعزيز السلم الأهلي، والدفع باتجاه الوحدة الوطنية”. كما طالب الوزراء بتقديم خطط عمل مفصلة في اجتماع الحكومة المقبل لتقييمها وتنفيذها بسرعة.
تشكيلة الحكومة تعكس تفويضاً واسعاً للإصلاح
تضم الحكومة الجديدة المكونة من 23 وزير. مسؤولين مكلّفين بإعادة بناء قطاعات حيوية. وتعد هند قبوات، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، المرأة الوحيدة في التشكيلة. في المقابل، لم تشهد الوزارات السيادية تغييرات، إذ بقي أسعد الشيباني وزيراً للخارجية، ومرهف أبو قصرة وزيراً للدفاع.
وشهدت وزارات الداخلية والعدل والاقتصاد والطاقة والإعلام عمليات تغيير في قياداتها. واستخدم وزير الإعلام الجديد، حمزة مصطفى، الاجتماع للدعوة إلى خطاب إعلامي وطني يدعم المصالحة وإعادة بناء الدولة، قائلاً: “يجب أن يعكس الإعلام وحدة ومستقبل سوريا”.
كما ناقش الوزراء ضرورة إعادة بناء الجيش تحت سيطرة الدولة واستكمال اتفاقيات الاندماج مع قوات سوريا الديمقراطية وفصائل محلية أخرى.
وزارة الخارجية تستدعي دبلوماسيين بارزين من عهد الأسد
بدأت وزارة الخارجية السورية حملة شاملة لإعادة هيكلة السلك الدبلوماسي، تضمنت استدعاء سفراء بارزين من عهد الأسد، في إشارة إلى توجه جديد في ظل قيادة الرئيس الشرع الانتقالية.
وأعلن الوزير الشيباني عن إعادة تنظيم السفارات والبعثات الدبلوماسية السورية حول العالم، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي تماشياً مع توجيهات الرئيس، وتهدف إلى ضمان تمثيل لائق لسوريا في الخارج وتحسين الخدمات المقدّمة للمواطنين السوريين المغتربين.
وفي إطار هذه الحملة، تم استدعاء السفيرين البارزين بشار الجعفري من موسكو وأيمن سوسان من الرياض إلى الإدارة المركزية في دمشق، وهما معروفان بولائهما للنظام السابق.
وقال مصدر في الوزارة لوكالة سانا: “هذه الخطوة تمثل بداية مراجعة أوسع للتعيينات الدبلوماسية”. وحتى يتم تعيين سفراء جدد، ستُدار السفارتان في موسكو والرياض من قبل القائمين بالأعمال.
وتأتي هذه التغييرات ضمن جهود أوسع لاستبدال كوادر مرتبطة بالنظام السابق. وتدير سوريا حالياً 54 بعثة دبلوماسية في الخارج، يعمل فيها 152 موظفاً. ووفقاً لما نقلته قناة تلفزيون سوريا، بدأت الوزارة بمراجعة ملفات الموظفين، وتخطط لتعيين دبلوماسيين يتمتعون بكفاءة أكاديمية ومهنية في العلاقات الدولية.
تعكس هذه الخطوات الأولية محاولة للقطيعة مع الماضي وإعادة تموضع سوريا على الصعيدين الدبلوماسي والداخلي.