
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، يوم الأحد، موقف أنقرة الثابت ضد وجود جماعات مسلحة تعمل خارج نطاق سلطة الحكومة المركزية السورية.
عدم التسامح مطلقًا مع الجماعات المسلحة الخارجة عن سيطرة دمشق
أكد فيدان، خلال مؤتمر صحفي مشترك في الدوحة مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن تركيا لن تقبل أي مبادرة تهدف إلى الحفاظ على المنظمات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني (PKK) وفرعه السوري، وحدات حماية الشعب (YPG).
وقال فيدان: “لا نقبل أي مبادرة تهدف إلى دعم المنظمات الإرهابية في سوريا. فكما تم القضاء على داعش، سيتم القضاء على حزب العمال الكردستاني أيضًا – سواء بالوسائل السلمية أو غيرها”.
لا يزال حزب العمال الكردستاني، المصنف كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قضية محورية في سياسة أنقرة تجاه سوريا. أكد فيدان أن موقف تركيا ثابت: يجب احترام وحدة أراضي سوريا، ويجب عدم السماح لأي جماعة مسلحة مدعومة من الخارج بتقويض الاستقرار الإقليمي.
تركيا وقطر تعززان تعاونهما في إعادة إعمار سوريا
إلى جانب المخاوف الأمنية، ناقش فيدان وآل ثاني جهود دعم المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في سوريا. وأشار فيدان إلى أن تركيا وقطر تنسقان بشكل وثيق لتخفيف معاناة الشعب السوري والمساعدة في إعادة إعمار البلاد.
وقال فيدان: “نواصل تعاوننا لدعم إعادة إعمار سوريا”، مسلطًا الضوء على المبادرات المشتركة الهادفة إلى تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على سوريا. ووفقًا لوكالة الأناضول، أكد الزعيمان التزامهما بدعم سيادة سوريا والمساعدة في إعادة دمجها في المجتمع الدولي.
تركيا تراقب عن كثب الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية
كما تناول فيدان الاتفاق الأخير بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية، مشيرًا إلى أن تركيا تراقب تنفيذه بعناية. وتعتبر أنقرة قوات سوريا الديمقراطية امتدادًا لحزب العمال الكردستاني في سوريا.
قال فيدان: “نتوقع تنفيذ الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والسلطات السورية بالكامل”، محذرًا من أن الفشل في تفكيك العناصر الإرهابية من البنية السياسية السورية سيهدد الاستقرار الإقليمي.
نحو سوريا موحدة وخالية من الإرهاب
وفي الختام، استعرض فيدان الرؤية الاستراتيجية التركية لسوريا: دولة موحدة ذات سيادة، خالية من الإرهاب والنفوذ الأجنبي. وأضاف: “لقد عانى الشعب السوري معاناة هائلة لسنوات. وما زلنا ملتزمين بالمساهمة في بناء مستقبل يتطلع فيه السوريون إلى المستقبل بأمل”.
يعكس موقف تركيا، بدعم من قطر، جهدًا إقليميًا أوسع نطاقًا للدفع بالحلول السياسية والاقتصادية لسوريا، مع ضمان عدم عرقلة الجهات المسلحة غير الحكومية لعملية التعافي الهش للبلاد.