
أعلنت الحكومة السورية، في بيان رسمي، استعادة السيطرة الكاملة على منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق، بعد مواجهات عنيفة استمرت لعدة أيام مع فصائل مسلحة، وأدانت في الوقت ذاته الغارات الجوية الإسرائيلية ومحاولات تأجيج الفتنة الطائفية.
وتسببت أعمال العنف، التي اندلعت عقب تداول تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، في مقتل 29 شخصاً على الأقل، من بينهم 16 عنصراً من إدارة الأمن العام. وأكدت وزارة الداخلية أن التسجيل مزوّر ومقصود به التحريض، وأن التحقيقات جارية لتحديد الجهة التي تقف خلفه.
وفي بيان صدر في 30 أبريل، شددت الحكومة على رفضها القاطع لأي تدخل أجنبي، مؤكدة أن “أي سلاح خارج إطار الدولة هو سلاح غير شرعي”، ووجّهت انتقادات لمجموعة من المقاتلين الدروز الرافضين لمبادرات التسوية السابقة، متهمةً إياهم بالتعاون مع إسرائيل. وأضاف البيان أن “الغطاء الجوي الإسرائيلي لن يحمي الميليشيات الخارجة عن القانون”، مؤكداً أن محاولات إذكاء الطائفية تهدف إلى تفكيك الدولة السورية.
غارات إسرائيلية وتنديد رسمي
وشهدت منطقة أشرفية صحنايا تصعيداً لافتاً بعد غارات شنتها طائرات إسرائيلية مسيّرة، أسفرت عن مقتل عنصر أمني سوري وإصابة آخرين، بينهم مدنيون. واعتبر محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ، أن هذه الغارات تمثل “عدواناً غير مبرر”، مشدداً على أن “جميع السوريين متساوون أمام القانون، ولا مكان للسلاح إلا في يد الدولة للحفاظ على السلم الأهلي”.
التزام بالمصالحة والوحدة الوطنية
رغم التوتر الأمني، أكد المسؤولون السوريون استمرار جهود المصالحة، حيث أوضحت إدارة الأمن العام أن غالبية الفصائل الدرزية لا تزال تتعاون مع مؤسسات الدولة. وذكر العقيد حسام الطحان، رئيس أمن ريف دمشق، أن القوات الأمنية دخلت جميع أحياء أشرفية صحنايا، وبدأت بالتعاون مع وجهاء المنطقة لإعادة الاستقرار واعتقال المطلوبين.
من جانبه، دعا الشيخ سليمان عبد الباقي، رئيس تجمع “أحرار جبل العرب”، إلى التمسك بالوحدة الوطنية، متهماً “العناصر المتطرفة” بالوقوف خلف أحداث العنف، وقال: “كرامة الناس خط أحمر ويجب الحذر من أيادٍ تسعى لتفريق الصف الوطني”.
وفي السياق ذاته، شدد المفتي العام للجمهورية، الشيخ أسامة الرفاعي، على ضرورة تفويت الفرصة على دعاة الفتنة، قائلاً: “كل قطرة دم سوري مقدسة، وإذا اشتعلت الفتنة فلن ينجو منها أحد”.
ورغم ادعاءات المسؤولين الإسرائيليين أن غاراتهم جاءت “لحماية الدروز”، يرى مراقبون في سوريا، ولا سيما في محافظة السويداء، أن هذا التدخل يندرج ضمن محاولات إسرائيلية مكشوفة لإشعال الانقسام الداخلي. كما حذر الزعيم اللبناني وليد جنبلاط، الذي لعب دوراً في التوسط لوقف إطلاق النار، من أن استمرار التصعيد “لا يخدم إلا مصالح الاحتلال الإسرائيلي”.
وتؤكد الدولة السورية، في ختام بيانها، أن وحدتها الوطنية خط أحمر، وأنها ستواجه أي تدخل خارجي بحزم.