
قُتل أربعة سوريين على الأقل يوم الجمعة في محافظة السويداء جنوب سوريا، إثر قصف طائرة إسرائيلية مزرعة غرب المدينة. وأفادت وسائل إعلام محلية أن الضحايا – عصام عزام، وليث بحصاص، وحمزة كحول، وفادي أبو ترابي – لقوا حتفهم إثر إطلاقهم النار على طائرة مسيرة، يُعتقد أنها إسرائيلية، ردّت بقصف المنطقة.
تسببت غارة جوية بطائرة مسيرة، قرب عقار يملكه عزام، في انفجار هائل هز المنطقة. وقال شهود عيان إن الطائرة المسيرة ردت بعد ثوانٍ من إطلاق النيران من الأرض. ولم تُعلن أي تفاصيل رسمية عن انتماءات القتلى.
جاءت الحادثة بعد ساعات من قصف طائرات حربية إسرائيلية محيط القصر الرئاسي في دمشق، وهي خطوة لاقت إدانة واسعة من الدول العربية والأطراف الدولية الفاعلة. ووصفت إسرائيل الضربة بأنها “تحذير” للحكومة السورية، وقالت إنها تهدف إلى منع أي تهديد للدروز قرب حدودها.
الإدانة الدولية
وصف مسؤولون سوريون الضربة بأنها “تصعيد خطير” وانتهاك للسيادة. وأكدت الرئاسة أنها لن تتهاون مع وحدة سوريا ولن تسمح بمحاولات زعزعة استقرارها.
أصدرت كل من قطر والسعودية والأردن والكويت واليمن بياناتٍ أدانت فيها بشدة الهجوم. ووصفته وزارة الخارجية القطرية بأنه “انتهاكٌ خطيرٌ للقانون الدولي”، محذرةً من أن استمرار العدوان الإسرائيلي يُهدد بفوضى إقليمية . ووصف الأردن الضربات بأنها خرقٌ لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، وحذّر من تفاقم حالة عدم الاستقرار.
امتدت الحملة الجوية الإسرائيلية إلى ما وراء دمشق . كما أُبلغ عن غارات في حماة ودرعا وريف دمشق. وأكدت وسائل إعلام رسمية سورية وقوع خسائر بشرية في حرستا وشطحة، بينما استهدفت غارات إضافية إزرع ومناطق حول العاصمة. وصرح الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف “بنية تحتية عسكرية وأنظمة دفاع جوي”.
احتجاجات عامة
اندلعت الاحتجاجات في عدة مدن سورية، بما فيها السويداء ، حيث نعى السكان الشبان الأربعة الذين قُتلوا. وظهر فيديو لعصام عزام مع المتظاهرين في ساحة الكرامة، مما عزز الغضب الشعبي.
تزعم الحكومة الإسرائيلية أن إجراءاتها تهدف إلى حماية الدروز في سوريا، إلا أن قادة الدروز داخل سوريا ردّوا على ذلك. وأصدرت السلطات الدرزية بيانًا يوم الخميس، أكدت فيه التزامها بسوريا موحدة ورفضها أي أجندة انفصالية.
يرى المراقبون أن تحركات إسرائيل محاولةٌ لاستغلال ديناميكيات الأقليات لتبرير التدخل. في المقابل، تُشدد دمشق على مبدأ المواطنة المتساوية لجميع الطوائف، وتُحذر من استخدام القوى الأجنبية ذرائع عرقية أو طائفية للتدخل.
وتسلط هذه الحادثة الضوء على التقلبات المتزايدة على طول الجبهة الجنوبية لسوريا وتثير المخاوف من تداعيات إقليمية أوسع نطاقا في ظل العمليات الإسرائيلية المستمرة في غزة ولبنان.