
أطلقت السلطات السورية سراح صحفيين اثنين يوم الخميس 1 مايو/أيار، كانا قد اعتقلا ظلماً، وهو ما يسلط الضوء على ما وصفه المسؤولون بأنه تحول بعيد عن عقود من القمع الإعلامي في ظل نظام الأسد.
أُطلق سراح الصحفيين أكرم صالح وجودي حاج علي بعد تدخل وزارة الإعلام لدى قوات الأمن. كانا قد اعتُقلا يوم الأربعاء أثناء تغطيتهما مهمة محلية. وأكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى إطلاق سراحهما في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي.
كتب المصطفى على فيسبوك، مرفقًا بصورة له وهو يستقبل الصحفيين: “اعتقلتهما جهة أمنية ظلمًا أثناء ممارستهما عملهما الإعلامي. وفور علمنا بالأمر، تحركنا على الفور وتواصلنا مع الجهات المعنية، فأُفرج عنهما”.
أكد المصطفى حرص الوزارة على حرية الصحافة وحماية الصحفيين. وأضاف: “نؤكد دعمنا الكامل لحرية الصحافة، وحرصنا الدائم على صون كرامة زملائنا الإعلاميين، وضمان قيامهم بواجبهم بحرية ومسؤولية تامة”.
أول يوم لحرية الصحافة في سوريا الحرة
يأتي هذا الإصدار في الوقت الذي تسعى فيه سوريا إلى تحسين صورتها الدولية والانتقال من سنوات من الرقابة الصارمة والترهيب التي ميّزت عهد الأسد. وقد تعهد المسؤولون الحكوميون بإصلاحات تهدف إلى توفير مساحة للصحافة المستقلة، على الرغم من استمرار التحديات.
يُعدّ هذا التوقيت رمزيًا، إذ جاء قبل أيام قليلة من اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يُحتفل به سنويًا في 3 مايو، والذي يُكرّم الصحفيين الذين يُخاطرون بحياتهم لنقل الحقيقة. في عام 2024، قُتل 82 صحفيًا حول العالم، وفقًا لليونسكو، مقابل 74 صحفيًا في عام 2023.
قالت اليونسكو في بيان: “من خلال الصحافة فقط نرى الصورة كاملةً. في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، نُكرّم كل من يُسلّط الضوء على الحقائق – رغم الخطر”.
اضطلعت اليونسكو بدور ريادي في حماية الصحفيين، وتقديم الدعم القانوني والنفسي لهم، وتنسيق الاستجابات العالمية للتهديدات. وتتدخل في أكثر من 200 حالة سنويًا، وقدمت مئات المنح الطارئة للصحفيين في مناطق النزاع مثل أوكرانيا.
عصر جديد للنشاط الإعلامي
في سوريا، بينما دأبت الحكومات السابقة على إسكات الصحفيين بالسجن والعنف، أعلنت الإدارة الحالية التزامها بعكس هذا التوجه. ويظل المراقبون حذرين، لكنهم يشيرون إلى أن ردود الفعل البارزة، مثل تدخل يوم الخميس، تُشير إلى تحول محتمل في السلوك الرسمي.
ولم يتحدث صالح والحاج علي علناً منذ إطلاق سراحهما، لكن النقابات الإعلامية المحلية رحبت بهذه الخطوة ودعت إلى توفير حماية أكثر وضوحاً لمنع مثل هذه الاعتقالات في المستقبل.
وبينما تنضم سوريا إلى المجتمع الدولي في الاعتراف بأهمية حرية الصحافة، فإن إطلاق سراح الصحفيين يمثل لحظة نادرة من التوافق مع المعايير الدولية ــ وتذكيراً بالعمل الذي لا يزال ينتظر السوريين.