
صعّدت القوات الإسرائيلية من نشاطها العسكري في جنوب سوريا، وخاصة في محافظة القنيطرة قرب الجولان المحتل، مما أثار قلقاً متجدداً من حملة توصف بأنها استفزازية وممنهجة لزعزعة الاستقرار، بحسب مسؤولين سوريين وناشطين محليين.
ليلة الأحد، 18 مايو، تسللت قوات إسرائيلية إلى منطقة سرية رسم الحلبي بوسط القنيطرة دون سابق إنذار. ووفقاً لمصادر محلية، دخلت خمس مركبات مدرعة المنطقة، وانتشرت وفتشت المكان لمدة قاربت 12 ساعة قبل انسحابها. وكان الموقع، وهو نقطة عسكرية سورية سابقة، قد تعرض لهجمات مماثلة هذا العام، بما في ذلك في 8 مارس و5 مايو.
وقال الناشط محمد المحاسنة لصحيفة “العربي الجديد”: “هذه التوغلات تنتهك اتفاق فصل القوات لعام 1974 وقرارات الأمم المتحدة، لكن غياب المحاسبة يشجع إسرائيل على التصعيد”، متهماً إسرائيل بالسعي إلى فرض سيطرة غير مباشرة على أراضٍ استراتيجية من خلال تواجد مؤقت متكرر ومصادرة الأراضي.
استهداف سبل عيش السكان المدنيين
ولم تقتصر التحركات الإسرائيلية على الجانب العسكري، بل وُجِّهت لها اتهامات باستهداف مصادر رزق المدنيين. ففي 15 مايو، أضرم جنود إسرائيليون النار، بحسب التقارير، في أكثر من 50 دونماً من الأراضي الزراعية قرب تل الأحمر، ما أدى إلى تدمير مئات أشجار الزيتون. وقال الناشط المدني محمد البكر لـ”العربي الجديد” إن هذه الأفعال تهدف إلى “إجبارنا تدريجياً على ترك أرضنا”، مؤكداً على تمسك مجتمعه بالبقاء في المنطقة.
وأضاف البكر: “القضية تتجاوز السيطرة العسكرية، إنها محاولة لإعادة تشكيل التركيبة السكانية للمنطقة”.
وفي المقابل، تؤكد السلطات الإسرائيلية أن تواجدها في سوريا نابع من “دواعٍ أمنية”. وصرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن تل أبيب تسعى إلى “إزالة التهديدات الاستراتيجية” والإبقاء على المجال الجوي السوري “مفتوحاً”، مشدداً على التزام إسرائيل المزعوم بـ”حماية المجتمع الدرزي” في سوريا.
لكن السلطات السورية ترفض هذه المزاعم. وقال متحدث باسم الحكومة السورية: “إسرائيل تستخدم قضية الدروز كذريعة لتبرير انتهاكاتها المتكررة للسيادة السورية”، مضيفاً أن الدولة السورية مسؤولة عن جميع مواطنيها، ولا يحق لأي قوة أجنبية التدخل.
ومع تزايد التوغلات الإسرائيلية واستمرار الاضطرابات الداخلية في سوريا، يطالب النشطاء والمسؤولون بتدخل دولي فاعل. وقال المحاسنة: “نحتاج إلى تحرك حقيقي، لا مجرد بيانات. وإلا فإن هذه الانتهاكات ستصبح الوضع الطبيعي الجديد في المنطقة”.