
مقابلة مع خلف مشهداني، المدير العام لمجموعة مشهداني الدولية للمؤتمرات والمعارض، ونائب رئيس المكتب الإقليمي للاتحاد العربي للأسر المنتجة والصناعات التقليدية في سورية.
مع دخول سورية مرحلةً محوريةً بعد التحرير، تكتسب جهود إعادة الإعمار والاندماج في النظام الاقتصادي الإقليمي زخمًا متزايدًا. ومن الركائز الأساسية لهذا الانتعاش انتعاش المعارض التجارية، التي تُعتبر اليوم أدواتٍ أساسيةً لجذب الاستثمارات، وتحفيز القطاع الخاص، وتمهيد الطريق لإعادة الإعمار الوطني.
في هذه المقابلة مع Levant24 (L24)، يُشارك رجل الأعمال خلف مشهداني رؤاه حول الوضع الراهن لقطاع المعارض في سورية ودوره الحيوي في إنعاش الاقتصاد.

L24: كيف تُقيّم الوضع الراهن لقطاع المعارض والمؤتمرات في سوريا؟
خلف مشهداني: “القطاع بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل شاملة، بدءًا من إعادة إحياء مدينة معارض دمشق وزيادة الدعم الحكومي لجذب كبرى الشركات الإقليمية والدولية. لا سيما في ظلّ موجة الانفتاح الإقليمي الحالية، يُمكن للمعارض، إذا ما استُغلّت استراتيجيًا، أن تُصبح رافعة اقتصادية قوية لسوريا.”
L24: هل لديكم رؤية بعيدة المدى لتطوير هذا القطاع؟
خلف مشهداني: “بالتأكيد. أعتقد أن الوقت قد حان لإدخال مسار أكاديمي متخصص في إدارة المعارض ضمن المناهج الجامعية. في مجموعة مشهداني، نحن على استعداد للشراكة مع الجامعات لتوفير المعرفة النظرية والتدريب العملي. يُعدّ تطوير فرق عمل متخصصة ومحترفة حجر الزاوية في النموّ القطاعي المستدام.”
L24: ما دور المعارض في عملية إعادة إعمار سوريا؟
خلف مشهداني: “تُعدّ المعارض نافذةً أوليةً يُطلع من خلالها المستثمرون على واقع السوق السوري واحتياجاته. فكل مشارك عربي أو أجنبي يُصبح بمثابة سفير، يحمل صورةً أصيلةً عن سوريا في الخارج. تُمثّل هذه المنصات نقاطَ انطلاقٍ رئيسيةٍ للشراكات الدولية وفرص إعادة الإعمار.”
L24: تُعرفون أيضًا بدعمكم للشركات الصغيرة و”الأسر المنتجة”، وهي شركات عائلية صغيرة تُدار عادةً من المنزل. كيف تنعكس هذه الروح في معارضكم؟
خلف مشهداني: “في كل معرض، نُخصص مساحاتٍ مجانيةً لأصحاب الشركات الصغيرة والأسر المنتجة. هدفنا هو تمكينهم، وتعزيز وصولهم إلى الأسواق، ودمجهم في أسواقٍ أوسع – ربما عالمية. تُشكّل هذه المجتمعات عصبَ النسيج الاجتماعي والاقتصادي السوري، وتستحق فرص نموٍّ حقيقية.”

L24: كيف تصفون علاقتكم بالمؤسسات الحكومية خلال هذه المرحلة الانتقالية؟
خلف المشهداني: “نتمتع بتعاون متين وفعال مع المؤسسات الحكومية. وقد ساهم هذا التعاون بشكل كبير في تهيئة بيئة مواتية لفعاليات اقتصادية ناجحة، ذات تأثير مباشر وملموس على الاقتصاد الوطني، لا سيما في هذه الفترة الحساسة.”
L24: كيف تنظرون إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا مؤخرًا؟
خلف المشهداني: “يمثل رفع العقوبات نقطة تحول محورية، فهو بمثابة الضوء الأخضر لانطلاقة اقتصادية طال انتظارها من قبل السوريين. فهو يفتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية، ويساعد على إعادة بناء الثقة الدولية بالسوق السورية. السوريون مستعدون لإعادة البناء؛ والآن هو الوقت المناسب لاغتنام هذه الفرصة وتوسيع الشراكات الإقليمية والعالمية.”
“في مجموعة المشهداني الدولية، بدأنا بالفعل في ترجمة هذا الزخم إلى أفعال. زرنا مؤخرًا سلطنة عمان وشاركنا في معرض النفط والغاز في مسقط، حيث التقينا بممثلين عن شركات طاقة عالمية.” إن اهتمامهم بالسوق السورية واستعدادهم للمساهمة في إعادة إعمارها مؤشر قوي على تجدد الثقة بإمكانياتنا الاقتصادية.
L24: ما الذي يمكن أن نتوقعه من مجموعة مشهداني الدولية في عام 2025؟
خلف مشهداني: “منذ تأسيسنا عام 2006، التزمنا بشعارنا: “الخيار الأمثل لمن يبحث عن المزيد”. نركز على بناء فرق عمل محترفة وتوسيع نطاقنا الإقليمي والدولي. في عام 2025، نخطط لإطلاق سلسلة من المعارض المتخصصة عالية التأثير، المصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات المتطورة للقطاعين الصناعي والتجاري في سوريا.”
L24: ما هي الرسالة التي تود توجيهها للمستثمرين ورواد الأعمال السوريين في الخارج؟
خلف مشهداني: “اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تقدم سوريا أسبابًا تستحق العيش من أجلها. أدعو جميع السوريين في الخارج – وخاصة رواد الأعمال والمستثمرين والصناعيين – للعودة والمشاركة في إعادة إعمار وطنهم. عادت سوريا لتصبح وجهة للمستثمرين والتجار وحتى السياح. “الآن هو الوقت المناسب للعمل.”