
يواجه آلاف اللاجئين السوريين العائدين إلى وطنهم والنازحين داخليًا الذين يعيشون في المخيمات تحديات كبيرة مع إعادة بناء سوريا من الدمار الذي خلفته أكثر من 13 عامًا من الحرب. وعلى الرغم من نهاية نظام الأسد، فإن الدمار الواسع النطاق للبنية التحتية ونقص الخدمات الأساسية يعقد الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار للأسر النازحة.
تزايد أعداد اللاجئين العائدين
وفقًا لفريق منسقو الاستجابة في سوريا، عاد أكثر من 52000 لاجئ إلى سوريا منذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر. وجاء معظم العائدين من الدول المجاورة، حيث وصل 25277 من تركيا، و13468 من لبنان، و13722 من الأردن.
ويعكس العدد المتزايد من العائدين رغبة الأسر السورية في استعادة حياتها على الرغم من الصعوبات التي تنتظرها. ومع ذلك، يواجهون نقصًا حادًا في السكن والمياه النظيفة والكهرباء والرعاية الصحية في المناطق التي يعودون إليها. كما تظل فرص العمل نادرة، مما يزيد من تحديات إعادة الإدماج.
وقال الصليب الأحمر السويدي: “نحن بحاجة إلى جهود جماعية لتوفير الظروف المناسبة لإعادة بناء حياتهم”، وحث المنظمات الإنسانية على دعم الأسر العائدة وتسريع جهود إعادة الإعمار.
تحذيرات من العودة الجماعية
وسط زيادة عودة اللاجئين، أثارت الوكالات الدولية مخاوف بشأن الآثار المزعزعة للاستقرار المحتملة لعمليات الإعادة واسعة النطاق. وقال فيليبو غراندي، رئيس المنظمة الدولية للهجرة: “إن العودة واسعة النطاق للاجئين يمكن أن تطغى على البلاد وتؤجج الصراع في لحظة هشة للغاية”.
وأكدت إيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة، هذه المشاعر، مؤكدة على أهمية الصبر في خطط الإعادة. “وقالت إن المجتمعات ليست مستعدة لاستيعاب النازحين”، وحثت الحكومات الأوروبية على تأخير أي خطط للعودة الجماعية.
النازحون في شمال سوريا
بالنسبة للعديد من النازحين في شمال سوريا، تظل الظروف مزرية. وتفتقر المخيمات في محافظة إدلب، التي تستضيف أكبر عدد من العائلات النازحة بسبب سنوات الحرب، إلى الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والمأوى المناسب والرعاية الصحية.
وأشارت منظمة الهلال الأحمر السوري إلى أن “المخيمات تسجل أضرارًا متزايدة بسبب ضعف البنية التحتية وعدم كفاية الدعم الإنساني”. وقد أدى الطقس الشتوي القاسي إلى تفاقم الظروف المعيشية الصعبة بالفعل، مما جعل الأسر معرضة للخطر وبدون مساعدات كافية.
الأمم المتحدة تزور مخيمات إدلب
زار وفد رفيع المستوى من الأمم المتحدة، بقيادة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، المخيمات في إدلب لتقييم الوضع واستكشاف سبل دعم العودة الطوعية. والتقى الوفد بالعائلات النازحة في مخيم اللج وحضر جلسات توعية حول التوثيق المدني ومخاطر الألغام.
خلال الزيارة، تعهد فليتشر بنقل الاحتياجات العاجلة للنازحين إلى الدول المانحة لحشد الدعم المالي. وقال فليتشر “إن هدفنا هو ضمان عودة النازحين إلى ديارهم والمساهمة في بناء سوريا الجديدة”.
الاستجابة المنسقة
تدعو المنظمات الإنسانية والهيئات الدولية إلى تكثيف الجهود لتلبية احتياجات كل من اللاجئين العائدين والسكان النازحين داخليًا. وتعتبر برامج إعادة الإعمار والتنمية ضرورية لتوفير البنية الأساسية والخدمات اللازمة للاستقرار.
وشدد فريق الصليب الأحمر السويدي على الحاجة إلى تعزيز تدابير الحماية وتحسين التنسيق بين منظمات الإغاثة وزيادة التمويل لمعالجة الظروف المزرية في المخيمات والمجتمعات العائدة. وستكون الاستجابة المنسقة التي تشمل المانحين الدوليين والوكالات الإنسانية والحكومة الانتقالية السورية ضرورية لإعادة بناء الأمة وتقديم مسار للاستقرار والكرامة للأسر النازحة.