
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده للتعاون مع الإدارة الجديدة في سوريا في جهد مشترك للقضاء على التهديدات الإرهابية واستعادة الاستقرار في المنطقة. وأكد أردوغان الأسبوع الماضي على أهمية التضامن بين تركيا وسوريا، داعياً إلى وضع حد للتدخلات الأجنبية.
وقال أردوغان، وفق ما نقلت وكالة الأناضول: “على الجميع رفع أيديهم عن المنطقة. نحن، مع أشقائنا السوريين، قادرون على سحق داعش ووحدات حماية الشعب وغيرها من التنظيمات الإرهابية في وقت قصير”.
التزام متجدد ضد الإرهاب
جدد أردوغان موقف تركيا ضد وحدات حماية الشعب، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني (PKK) – الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة وحلف الناتو والعديد من الدول الأخرى كمنظمة إرهابية.
وحذر أردوغان قائلاً: “التنظيم الإرهابي وحدات حماية الشعب، الذي ينهب الموارد الطبيعية لسوريا، لن يفلت من المصير المؤلم الذي ينتظره ما لم يحل نفسه ويلقي أسلحته”.
وأكد الرئيس التركي على دور بلاده كضامن لأمن المجتمعات الكردية في سوريا، متعهداً بتلبية احتياجاتهم مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
تعزيز العلاقات السورية التركية
تأتي تصريحات أردوغان في وقت تشير فيه الاجتماعات رفيعة المستوى بين تركيا وسوريا إلى تحسن العلاقات. فقد زار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أنقرة يوم الأربعاء، في أول زيارة رسمية يقوم بها وفد سوري منذ تشكيل الحكومة الانتقالية السورية.
وخلال محادثاته مع أردوغان ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، شدد الجانبان على ضرورة القضاء على الإرهاب، ودعم العودة الطوعية للاجئين السوريين، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وأعرب الشيباني عن امتنانه للدعم المستمر من تركيا، قائلاً: “سنمثل سوريا الجديدة غداً في أول زيارة رسمية إلى الجمهورية التركية التي لم تتخلَّ عن الشعب السوري منذ 14 عاماً”، وذلك في تصريح له على منصة X (تويتر سابقاً).
نهج موحد
يتفق البلدان على جهودهما لتفكيك ما أطلق عليه أردوغان مشروع قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، وهو مصطلح تستخدمه أنقرة لوصف تطلعات وحدات حماية الشعب للاستقلال الذاتي في سوريا. وتعهد أردوغان بأن تتخذ تركيا خطوات حاسمة لحل هذه المسألة.
وقال أردوغان خلال خطاب حديث: “من الآن فصاعداً، سيتم تحديد مستقبل المنطقة من قبل شعوبها، وستكون الموارد الطبيعية في أيدي أصحابها الحقيقيين”. كما أشار إلى فشل القوى الخارجية في تقسيم سوريا، واصفاً انهيار نظام البعث بلحظة محورية لسيادة المنطقة.
زيارة مرتقبة للشرع إلى تركيا
من المتوقع أن يقوم رئيس الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، بزيارة تركيا قريباً، في أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه. وتؤكد الزيارة على تعميق العلاقات بين البلدين والتزامهما المشترك بمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الإقليمي.
ورحب أردوغان بإمكانية تعزيز العلاقات، مشدداً على استعداد تركيا لدعم جهود إعادة الإعمار والتوحيد السياسي في سوريا. وقال فيدان عقب اجتماع حديث في دمشق: “الرئيس أردوغان أصدر تعليمات لدعم سوريا في كل ما تحتاجه لتحقيق التقدم”.
الاستقرار الإقليمي وعودة اللاجئين
أكد أردوغان مجدداً التزام تركيا بالعودة الطوعية للاجئين السوريين، مشيراً إلى أن تعافي سوريا سيشجع بشكل طبيعي النازحين على العودة. وقال: “نحن لا نقوم بتهجير أحد قسراً مثل الطغاة، ولن نسمح لثلة من العنصريين المتطرفين بإلقاء ظلالهم على التضامن التركي السوري”.
ومع رسم البلدين مساراً جديداً للمضي قدماً، فإن تعاونهما مهيأ لمعالجة التحديات طويلة الأمد، بما في ذلك الإرهاب، وإعادة توطين اللاجئين، والاستقرار الإقليمي.