
اتخذت سوريا موقفًا حازمًا في القمة الطارئة لجامعة الدول العربية في القاهرة، حيث دعا الرئيس أحمد الشرع إلى عمل عربي موحد ضد الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدًا التزام سوريا باستقرار المنطقة. وقد شهدت القمة، التي انعقدت وسط تصاعد التوترات في غزة وسوريا، موافقة القادة العرب على خطة موسعة بشأن غزة وإدانتهم للأعمال العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.
جامعة الدول العربية توسع خطة غزة
من أبرز نتائج القمة تحويل المقترح المصري بشأن غزة إلى خطة عربية شاملة وافقت عليها الدول المشاركة. وأكد البيان الختامي التزام الجامعة العربية بالسلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، مع التأكيد على أمن المنطقة وفقًا لمبادرة السلام العربية لعام 2002.
كما أعلنت الجامعة عن تشكيل لجنة تكنوقراطية غير فصائلية لإدارة غزة لمدة ستة أشهر، بهدف استقرار المنطقة وإجراء إصلاحات إدارية. وحث البيان الأمم المتحدة على نشر قوات حفظ سلام في كل من الضفة الغربية وغزة لحماية المدنيين ومنع المزيد من التهجير الفلسطيني.
الهجمات والاحتلال الإسرائيلي في سوريا
احتلت سوريا مكانة مركزية في مناقشات القمة حول الأعمال العسكرية الإسرائيلية، حيث أدان البيان الختامي بشدة الهجمات والاحتلال الإسرائيلي في سوريا. واعتبر القادة هذه الاعتداءات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، داعين الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمحاسبة إسرائيل. كما أكد البيان أن هضبة الجولان أرض سورية محتلة، ورفض القرار الإسرائيلي الأحادي بضمها.
وشدد الرئيس الشرع على التزام سوريا باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، داعيًا الدول العربية إلى اتخاذ موقف موحد ضد التصعيد الإسرائيلي. وقال: “تتطلب الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة على سوريا وقوف الدول العربية معًا لمواجهة هذا التصعيد”، مشددًا على ضرورة التعاون الإقليمي لضمان الأمن والاستقرار.
تعزيز التعاون العربي
خلال القمة، التقى الرئيس الشرع بالرئيس اللبناني جوزيف عون لمناقشة أمن الحدود والتعاون المشترك. واتفق الزعيمان على تشكيل لجان مشتركة لمعالجة الانتهاكات الحدودية وتعزيز التنسيق بين البلدين.
كما عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتماعًا رفيع المستوى مع الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات السورية-المصرية. وجدد السيسي التزام مصر بوحدة الأراضي السورية، ودعا إلى إطلاق عمليات سياسية شاملة لمعالجة التحديات التي تواجه سوريا. من جانبه، أكد الشرع حرص سوريا على إعادة بناء العلاقات مع الدول العربية، خاصة مع مصر.
العودة إلى جامعة الدول العربية
وصف الرئيس الشرع إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية بأنها لحظة تاريخية تعكس التزامًا متجددًا بالتضامن العربي. وأكد الحاجة الملحة للعمل الجماعي لمواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية في المنطقة. وقال: “إن تعزيز العمل العربي المشترك سيساعد على توحيد صفوفنا لمواجهة التحديات، وسيسهم في إيجاد حلول عربية للأزمات المشتركة”.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، جدد الشرع دعم سوريا الثابت للشعب الفلسطيني، مستنكرًا التوسع الاستيطاني الإسرائيلي وجهود التهجير القسري. وقال: “القضية الفلسطينية هي قضية مصيرية لجميع العرب”، داعيًا إلى عمل عربي منسق للدفاع عن حقوق الفلسطينيين.