
قام الرئيس السوري أحمد الشرع بأول زيارة رسمية له إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الأحد منذ توليه منصبه في وقت سابق من هذا العام، في خطوة تشير إلى سعي متزايد لتعزيز العلاقات الإقليمية في فترة ما بعد الأسد الانتقالية.
وكان في استقبال الشرع، الذي رافقه وزير الخارجية أسعد الشيباني، في أبوظبي رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد. وناقش الزعيمان العلاقات الثنائية والتعاون، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بحسب وكالة أنباء الإمارات.
وفي بيان صادر عن الرئاسة السورية، أعرب الشرع عن “تقديره العميق” لحسن الضيافة الإماراتية، مشيراً إلى “الاهتمام الكبير” الذي أبدته القيادة الإماراتية بتعزيز التعاون في مختلف القطاعات.
وتُعد هذه الزيارة الثانية للرئيس السوري إلى دولة خليجية منذ توليه السلطة في يناير، وذلك بعد زيارة إلى السعودية. وتأتي أيضاً في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي داخل سوريا، وجهود إقليمية لإعادة دمج سوريا دبلوماسياً بعد سنوات من العزلة في عهد النظام السابق.
وخلال المحادثات التي جرت في قصر الشاطئ، جدد الرئيس محمد بن زايد دعم بلاده لوحدة سوريا وسيادتها، مؤكداً أن الإمارات “لن تدخر جهداً” لمساعدة سوريا على تجاوز المرحلة الانتقالية. وقال: “إن استقرار سوريا وأمنها يصب في مصلحة المنطقة بأسرها”.
كما التقى الشرع والشيباني بعدد من رجال الأعمال السوريين المقيمين في الإمارات. وأشاد وزير الخارجية بنتائج الزيارة، مشيراً إلى تحقيق تقدم في مجالات الاستثمار، واستئناف حركة الطيران، وتوسيع نطاق الانخراط الدبلوماسي. وقال الشيباني عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “بفضل جهود الرئيس الشرع، تحققت اليوم إنجازات عظيمة في الإمارات”.
وتأتي هذه الزيارة في إطار سلسلة من التحركات الدبلوماسية الرفيعة المستوى التي تقوم بها الإدارة السورية الجديدة بهدف استعادة الشراكات الإقليمية والدفع نحو اعتراف دولي. وكان الشيباني قد أجرى عدة زيارات إلى الإمارات في الأشهر الماضية، شارك خلالها في فعاليات مثل القمة العالمية للحكومات في دبي والمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وتؤكد زيارة يوم الأحد الدور الرائد الذي تلعبه الإمارات في دعم مرحلة الانتقال في سوريا بعد انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، والذي أنهى أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث. وذكرت وكالة (وام) أن الإمارات ملتزمة بمساعدة سوريا على إعادة الإعمار وتحقيق “تطلعات شعبها نحو مستقبل من الاستقرار والازدهار”.