
ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة من القضايا في مكالمة هاتفية جرت بينهما مؤخرا، حيث احتلت الأزمة الإنسانية في غزة ومستقبل سوريا مركز الصدارة.
وبحسب بيان صادر عن مديرية الاتصالات بالرئاسة التركية، أكد أردوغان على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية دون انقطاع إلى غزة، وأعرب عن استعداد تركيا للمساعدة في إرساء وقف إطلاق النار والسلام الدائم.
كما استغل أردوغان المحادثة للدعوة إلى تخفيف العقوبات الدولية على سوريا، معتبرًا أن هذه الإجراءات ستعزز جهود تحقيق الاستقرار في البلاد والحفاظ على وحدة أراضيها. وأكد أن “استقرار سوريا سيخدم السلام في المنطقة والعالم”.
وصف ترامب، في منشور له على منصته الاجتماعية، المكالمة بأنها “جيدة ومثمرة”، مؤكدًا أن أردوغان سيزور واشنطن وأنه تلقى دعوة لزيارة تركيا. وأشاد ترامب بتعاونهما السابق، مسلطًا الضوء على دور أردوغان في تأمين إطلاق سراح القس أندرو برونسون وجهودهما المشتركة على جبهات دبلوماسية أخرى.
قلق إسرائيلي بشأن التدخل التركي في سوريا
بينما روّج ترامب لعلاقته بأردوغان، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قلقه العميق إزاء السياسة الأمريكية في المنطقة، وخاصةً دعم ترامب للنفوذ التركي في سوريا. ونقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مصادر لم تسمها أن نتنياهو اتهم ترامب سرًا بأنه يقول شيئًا ما في الاجتماعات – وخاصةً بشأن إيران وسوريا – ولكنه يفعل شيئًا آخر عمليًا.
أفادت التقارير أن نتنياهو أبلغ مساعديه أن تشجيع ترامب لترسيخ أردوغان نفوذه في سوريا يتناقض مع الالتزامات الأمريكية بحريّة إسرائيل في العمل في البلاد. ونقل أحد المساعدين عن نتنياهو قوله: “ترامب يقول ما نريد سماعه، لكن أفعاله غالبًا ما تروي قصة مختلفة”.
وبحسب ما ذكره موقع “مكان”، انزعج المسؤولون الإسرائيليون بشكل خاص من إشادة ترامب بدور أردوغان في سوريا. وجاءت هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وتركيا، حيث يُزعم أن تركيا منعت رحلة جوية عسكرية إسرائيلية، وتعثرت المفاوضات الرامية إلى إنشاء آلية لخفض التصعيد بين الجيشين في سوريا.
ثالوث هش وسط تحالفات متغيرة
حاول ترامب أن يُصوّر نفسه وسيطًا بين اثنين من حلفاء أمريكا الإقليميين المتوترين. خلال اجتماعه الأخير مع نتنياهو، زعم ترامب أنه قادر على حل النزاعات الإسرائيلية التركية، قائلًا: “إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا، فأعتقد حقًا أنك ستتمكن من حلها”.
مع ذلك، لا يزال نتنياهو متشككًا. وقد تزايد استياؤه في ظلّ التحركات الأمريكية لإعادة فتح المحادثات النووية مع إيران، وإقالة مستشار الأمن القومي مايك والتز مؤخرًا، وهو معارض شرس لطهران. ورغم تطمينات ترامب وإعجابه العلني بأردوغان، يواصل المسؤولون الإسرائيليون تحذيرهم من التعزيزات العسكرية التركية في سوريا، مشيرين إلى مخاوفهم بشأن التوازن والأمن الإقليميين على المدى الطويل.