
استقبل السوريون الرئيس السوري أحمد الشرع بحفاوة بالغة لدى وصوله باريس اليوم، 7 مايو/أيار، في أول زيارة رسمية له إلى دولة أوروبية منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
تجمعت حشود من السوريين من جميع أنحاء فرنسا والدول المجاورة في العاصمة الفرنسية لاستقبال الشرع، مما يعكس شعورًا بالأمل لدى المغتربين المتحمسين للعودة إلى وطنهم. حيث سافرت عائلات وطلاب ومهنيون ومغتربون قدامى من ألمانيا وبلجيكا وهولندا والدول الاسكندنافية للمشاركة في هذه اللحظة التاريخية.
تأتي زيارة الشرع في وقت يشهد تجديدًا دبلوماسيًا حذرًا بين دمشق والعواصم الغربية، وخاصة باريس، التي تبدو مستعدة لإعادة تأكيد دورها في سوريا. جاءت الزيارة بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مما يؤكد تحولًا في موقف فرنسا بعد سنوات من الجمود الدبلوماسي في ظل نظام الأسد.
الروابط التاريخية تُشكّل العلاقات الحالية
لعودة العلاقات الفرنسية السورية وزنٌ تاريخيٌّ بالغ الأهمية. فلقد استمر الانتداب الفرنسي على سوريا من عام ١٩٢٠ إلى عام ١٩٤٦، وحافظت منذ زمن طويل على روابط ثقافية واقتصادية عميقة معها. ورغم إغلاق باريس سفارتها في دمشق عام ٢٠١٢ في خضمّ الانتفاضة السورية، رُفع العلم الفرنسي مجددًا فوق مبنى السفارة في ١٧ ديسمبر/كانون الأول، أي بعد أيام قليلة من سقوط النظام السابق.
في ٨ ديسمبر/كانون الأول، أرسلت فرنسا فريقًا دبلوماسيًا إلى سوريا لتقييم المشهد السياسي في مرحلة ما بعد الأسد. وقد مهّد هذا الجهد الطريق لزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى دمشق، وأشار إلى تحوّل استراتيجي. ومع ذلك، أوضح المسؤولون الفرنسيون أن التعاون مع الإدارة السورية الجديدة يعتمد على إصلاحات ملموسة.
لقاء رمزي وزخمٌ للمضي قدمًا
من المتوقع أن يشمل جدول أعمال محادثات الشرع مع ماكرون رفع العقوبات الاقتصادية، وتنسيق مكافحة الإرهاب، والاستقرار الإقليمي الأوسع. بينما أعرب الكثيرون في المهجر عن تفاؤلهم برؤية الحكومة الجديدة، لا يزال المسؤولون الفرنسيون يركزون على ضمان ترجمة وعود سوريا إلى تقدم ملموس على الأرض.
لم يكن المشهد اليوم في باريس مجرد دبلوماسية، بل عكس رغبة فرنسا والسوريين المغتربين العميقة في أوروبا بإعادة بناء مستقبل مشترك مع السوريين المقيمين في سوريا خلال هذه المرحلة الحرجة من تاريخها.