
التقى الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت 24 مايو/أيار، في قصر دولما بهجة بإسطنبول، سعيًا لترسيخ صفحة جديدة من التعاون بين البلدين.
يُمثل هذا الاجتماع الزيارة الثانية للشرع إلى تركيا هذا العام، بعد مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي في أبريل/نيسان، وزيارته السابقة إلى أنقرة في فبراير/شباط. وقد رافقه في هذه الزيارة وفد رفيع المستوى، ضمّ وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة.
ركزت المناقشات على العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، مع التركيز على توسيع التعاون في مجالات الطاقة والدفاع والنقل. ووفقًا لبيانات رسمية، أعرب الزعيمان عن اهتمامهما الشديد بتحويل الزخم السياسي إلى شراكات ملموسة.
موقف مشترك بشأن القضايا الإقليمية
خلال الاجتماع، أعرب الرئيس الشرع عن تقديره لجهود أردوغان في حشد الدعم الدولي لرفع العقوبات عن سوريا. نقلت مصادر سورية رسمية عن الشرع قوله: “نُعرب عن امتناننا لموقف تركيا المبدئي وجهودها الدبلوماسية الدؤوبة لتخفيف الضغوط الاقتصادية على الشعب السوري”.
وأكد أردوغان مجدداً معارضة تركيا للأعمال الإسرائيلية في سوريا، واصفاً احتلال الأراضي السورية بأنه “غير مقبول”. كما جدد تأكيده على استعداد حكومته لتعزيز العلاقات في مختلف القطاعات.
وحضر المحادثات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس المخابرات إبراهيم قالن، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية خلوق غورغون، مؤكدين على شمولية المناقشات.
دعم أوسع لتخفيف العقوبات
بالتوازي مع الاجتماع رفيع المستوى، واصل المسؤولون الأتراك دعمهم للتحركات الدولية الأخيرة لرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كيكالي، يوم الأحد، بأن القرارات الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات “مرحب بها” ومهمة لجهود الاستقرار.
وقال كيكالي: “هذه خطوات حاسمة نحو دعم تعافي سوريا”. ستظل تركيا ملتزمة بالتدابير التي تعزز التنمية الاقتصادية في سوريا، وخاصة من خلال التعاون مع الدول المنفتحة على الجهود المشتركة.
وتوافقت تصريحاته مع تصريحات نائب الرئيس التركي جودت يلماز، الذي أشاد سابقًا بإعلانات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على منصة التواصل الاجتماعي X، واصفًا إياها بـ”الخطوات الإيجابية للغاية”. أعلن الرئيس دونالد ترامب رفع العقوبات الأمريكية خلال قمة عُقدت في الرياض في 13 مايو/أيار. وتبعه الاتحاد الأوروبي بتدابيره الخاصة في 20 مايو/أيار.
الدبلوماسية في مشهد متغير
يشير استمرار الشرع في التواصل الدبلوماسي إلى حرص دمشق على إعادة التواصل مع شركائها الإقليميين والدوليين. وقد أشار حضوره في منتدى أنطاليا الدبلوماسي في 11 أبريل/نيسان، تحت عنوان “الانخراط الدبلوماسي في عالم منقسم”، إلى نية سوريا إعادة تموضعها ضمن قنوات دبلوماسية أوسع.
بالنسبة لأنقرة، قد يوفر تحسين العلاقات مع دمشق حوافز اقتصادية ونفوذًا استراتيجيًا في الوقت الذي تسعى فيه تركيا إلى تحقيق الاستقرار على حدودها الجنوبية. ويبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الاجتماعات ستؤدي إلى تحولات جوهرية في السياسة، ولكن القمة التي عقدت يوم السبت في إسطنبول كانت بمثابة خطوة ملحوظة في علاقة هشة نسبياً ولكنها متطورة.