
تُعدّ السياحة في سوريا من القطاعات المهمة التي تعكس تاريخ البلاد الغني وثقافتها المتنوعة. ورغم التحديات التي واجهتها سوريا في السنوات الأخيرة، وما لحق بالعديد من المواقع الأثرية من دمار جراء قصف النظام السابق، لا تزال سوريا وجهةً سياحيةً جاذبةً للعديد من السياح من جميع أنحاء العالم.
أهمية إدلب الأثرية
تُعدّ مدينة إدلب، الواقعة شمال غرب سوريا، مدينةً غنيةً بالمواقع الأثرية، وتُصنّف من أهم المناطق التاريخية في البلاد لما تضمه من معالم أثرية عريقة تعود إلى أوائل السكان الذين استوطنوا المنطقة.
تضم محافظة إدلب، الممتدة على مساحة شاسعة في شمال سوريا، العديد من المواقع الأثرية المُدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. ومع ذلك، هُدم العديد من هذه المواقع الأثرية في مدينة إدلب وفي أنحاء المحافظة، مع تدمير بعض المباني والمعالم الأثرية مع بداية الثورة في ربيع عام ٢٠١١.
سنوات من الدمار والضياع
تعرضت المواقع الأثرية في إدلب لانتهاكات جسيمة، شملت التخريب والتنقيب العشوائي. وقُصفت العديد من المباني الأثرية – كنائس ومقابر وقصور ومنازل تاريخية وجدران – بمختلف أنواع الأسلحة من قبل روسيا ونظام الأسد، الذي شنّ غارات جوية مكثفة على المنطقة خلال سنوات الثورة.
نهضة قيد التنفيذ
نظرًا لتزايد اهتمام سكان المناطق الأخرى في سوريا بالوجهات السياحية والتجارية في المحافظة بعد التحرير، تبذل الحكومة السورية جهودًا لإنعاش السياحة في إدلب وتعزيزها للمساهمة في تنميتها المستدامة.
اجتمع وزير السياحة، مازن الصالحاني، مع محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، لمناقشة الوضع الراهن لقطاع السياحة في المحافظة مع اقتراب الموسم السياحي. تناول الاجتماع خطط إنشاء منتجعات سياحية وفنادق جديدة في أنحاء إدلب، إلى جانب إعادة تأهيل فندق كارلتون وحمامات الشيخ عيسى، المعروفة بمياهها الكبريتية المعدنية وخصائصها العلاجية.
استعادة الماضي والتطلع إلى المستقبل
أكد المحافظ على ضرورة إعادة المفصولين من العمل في عهد النظام السابق إلى مديرية السياحة في إدلب، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المواقع الأثرية في المحافظة.
من المتوقع أن يشهد موسم الصيف نشاطًا سياحيًا واعدًا في إدلب، بما في ذلك مناطق ترفيهية معروفة باعتدالها، مثل دركوش الواقعة على ضفاف نهر العاصي، والتي أصبحت وجهة سياحية رئيسية.
ومع ذلك، فإن عودة إدلب كمركز سياحي ليست مجرد ظاهرة موسمية، بل هي رمز للصمود والتجدد الثقافي. وبينما تعمل المنطقة على الحفاظ على تراثها والبناء للمستقبل، تبرز السياحة كقوة شفاء ومحرك اقتصادي.